هادي جلو مرعي
يتحدث الناس عن
النساء الماجدات، وعن الخالدات، وعن العاشقات، وعن المبدعات في العلوم والآداب،
واللاتي يضرب بهن المثل في الخلق القويم، وحسن السلوك والأدب الرفيع، والحشمة وعفة
النفس، والحياء، وهي تفاصيل تذوب رويدا مع انتشار التقنيات الحديثة، والاختلاط في
أمكنة عامة، ومواضع عدة. ومع خروج النساء الى العمل، ومشاركة الرجل، وهي حقوق
طبيعية شرط عدم انتهاك القوانين والأعراف والقيم التربوية والأخلاقية تغيرت مفاهيم
عدة عن العمل والحياة والأخلاق.
في العراق وبعد عام 2003
ومع التأسيس المخزي للدولة، وصعود تجار الدين والسياسة الى الواجهة، ودخول
الحرامية، والنصابين، وأصحاب السوابق، وخريجي السجون الى عالم السياسة، وضعف
الإجراءات القانونية، وتحول الحرامي الى حارس انتشرت ظاهرة الفساد التي تحولت الى
ثقافة حقق منها كثر فوائد مالية، وحصلوا على مناصب وامتيازات لايستحقونها.
ظهرت في العراق طبقة
من النساء الفاسدات المنفلتات عن كل قانون وخلق، وشاركن نظراءهن من الرجال
الفاسدين في سباق النهب والسرقة، والتجاوز على القانون، واستغلال السلطة، والتلاعب
بالملفات والمساومة والابتزاز، بل وتمرسن في خداع الناس، والظهور بمظهر المدافعات
عن الحقوق، وصرن متمكنات ومليانات بعد أن كن جائعات حافيات، ويضرب بهن المثل في
الإبتزاز، وتحصيل المكاسب، وملكن الدور والقصور، والحسابات المالية، وصار لهن
أتباع وأنصار، ودخلن مع الأحزاب، ونشرن الخراب، بل وتمكن من حشد المدافعين عنهن في
ساحات الإعلام.
في العراق، ومثلما
برز رجال فاسدون نهبوا المال العام، فإن نساءا شاركنهم فسادهم وقراراتهم الخاطئة،
وتضييعهم للحقوق، وهدرهم للمال، وفي هذا الزمان تحول الفساد الى إنجاز وبطولة،
وعدنا الى بعض الأزمنة التي كانت السرقة فيها شجاعة وبطولة، والحرامي من كبار القوم،
وفي المقدمة منهم. وكم من حفاة صاروا اليوم في الواجهة يبجلهم المجتمع، ويقف
الرجال صفوفا لإستقبالهم في كل محفل، ويقدمونهم على الأخيار، ويخدمهم الأبطال. طالما
إنهم من أصحاب الأموال.
0 تعليقات