محمود جابر
فى الحلقة الماضية
تحدثنا عن المماليك أو عن الناصر قلاوون وتحدثنا عن التتار وصراع المماليك والتتار
المسلمين.
وتحدثنا عن
ابن تيمية الذى كفر كل أهل زمانه وكل من خالفه وكل من التقى به !!
نعم لقد
فعل ابن تيمية ذلك !!
وكانت نتيجة ذلك أن أصبح
ابن تيمية رد سجون ...
ولا اعتقد أن هناك
احد من العلماء بشكل عام أو علماء عصر ابن تيمية سجن مثلما سجن ابن تيمية، ولا حتى
من جاء بعده وسار على نفس منهجه .
فابن تيمية ما ترك
سجن إلا حل به ، ما بقي سجن إلا دخله، والأعجب والأغرب أن لا نجد مبرر لكل هذه
الممد من السجون من الشام الى مصر، ولماذا لم يُسجن إلا ابن تيمية ولم يُسجن أحد
غيره من علماء عصره ، ولماذا لم نسمع أن هناك من دافع عنه أثناء سجنه من العلماء؟!!!
بل هؤلاء هم من حكموا
عليه بالسجن !!
على كل حال سوف نعرض للقارئ
الكريم وللسادة محبي ابن تيمية سواء كانوا رد سجون أو يفكرون فى قضاء أوقات ممتعة
فى السجن..
إن جزء من أسباب إيداع
ابن تيمية فى السجون حتى أصبح يستحق لقب " رد سجون " ...
سجن ابن تيمية (سبع مرات) لمدد متفاوتة بلغ
مجموعها الإجمالي خمس سنوات إلى سبع .
الحبسة الأولى : في دمشق عام 693 هـ، وكانت مدتها قليلة.
وعرفت هذه الحادثة بحادثة عساف النصراني سنة 693
هـ/1294م
وهى حادثة تبين مدى
حقد وبغض ابن تيمية لكل من يخالفه، وقد أراد ابن تيمية أن يشعل دمشق كلها ويظهر فى
الصورة كبطل مدافع عن الإسلام والرسول بان يوقع الحرب بين بعض المسلمين من جهة
والعلويين من جهة أخرى بزعم أن العلويين يوفرون حماية للنصارى وان النصارى يسبون النبي
وبالتالي يصبح العلويين – المسلمين – مثل النصارى !!
ادعى ابن تيمية أن
أحد النصارى ويُدعى "عساف النصراني" قد قام بسب الرسول محمد، فأوى عساف
إلى أحد العلويين –العلويين فرقة من المسلمين - لحمايته، إلا أن ابن تيمية ذهب مع شيخ دار
الحديث – ناظر المدرية التي يعمل فيها - إلى نائب السلطنة في دمشق وخاطباه في
الأمر، فقام باستدعاء عساف النصراني فخرجا من عنده مع جماعة من الناس. فعندما رأى
الناس عسافاً ومعه رجل بدوي ( العلوى )، قاموا بسبه وشتمه، فقال الرجل البدوي: هو
خير منكم - يعني عساف- فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافا.
فأرسل نائب دمشق بطلب ابن تيمية وشيخ دار
الحديث، فضربهما بين يديه لأنهما اتهما بتحريض العامة. وعمل فتنة بين الناس كادت
ان تحرق دمشق .
ولو تأملنا قليلا فى
هذه الحادثة نجد أننا أمام الشيخ كشك الذى يدعى أن الكنائس تحولت الى مخازن سلاح،
ثم استخدمته السلطة لبدأ حملة فتنة طائفية فى مصر بعد ذلك .
الحبسة الثانية :
كانت في القاهرة،
وكانت مدتها سنة ونصف من يوم الجمعة 26/9 رمضان 705هـ إلى يوم الجمعة 23/3 ربيع
أول 707هـ؛ كانت بدايتها في سجن (برج)، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل، وسببها كما
ذكره ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) في حوادث 705هـ، كان مسألة العرش،
ومسألة الكلام، ومسألة النزول.
فابن تيمية كان يقول أن
العرش يحيط بالله – والعياذ بالله – وان العرش يحمل الله تعالى – نعوذ بالله من
الكفر ، وان الله ينزل من السماء كما ينزل الإنسان على قدميه !!
في يوم 5 رمضان سنة 705
هـ طلب السلطان ركن الدين بيبرس ابن تيمية إلى مصر، فتوجه إليها فدخلها في يوم 22
رمضان، فعُقد له مجلس بالقلعة، وقد اجتمع فيها القضاة وأكابر الدولة.
تم تلاوة
عريض الاتهام وفق عقيدة ابن تيمية التى يقول فيها " إن الله فوق العرش حقيقة، وأن الله يتكلم
بحرف وصوت". فسأله القاضي عن ذلك...
فأخذ ابن تيمية يحاول جذب قلب السلطان وبدأ حديثه في حمد الله
والثناء عليه، فقيل له: أجب، ما جئنا بك لتخطب..
فلما لم يجد ابن
تيمية مفر بحث عن حيلة أخرى فقال : ومن الحاكم في، قيل له: القاضي المالكي، قال: كيف
يحكم في وهو خصمي!!
وبذلك أراد ابن تيمية
ان يجعل من القضاة أو بعضهم خصوم له إلا ان الحيلة لم تنفع وتم الحكم عليه ...
ولكن نكرر ماذا كان
قول ابن تيمية الذى سجن من اجله ..
هل تذكر نقول كان
يقول – ان الله فوق العرش والعرش يحيط به وان الله يتكلم بصوت وحرف وان الله ينزل –
نعوذ بالله من الكفر ...
وفى النهاية يقولوا
لنا شيخ الإسلام !!
أما الحبسة الثالثة فأرجو
أن تنتظرونا فى الحلقة القادمة
0 تعليقات