آخر الأخبار

رسالة إلى العراقيين










حيدر الطائي



تعرض يوم أمس ثغر من ثغور العراق إلى اعتداء إرهابي من قبل عصابات داعش الإرهابي راح نتيجته شهداء وجرحى من أبناء القوات المسلحة الأبطال والحشد الشعبي الغيارى وأننا إذ نتضرع إلى الباري تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته مع إخوانهم رفقاء السلاح.


هذا العمل الجبان الغادر يجعلنا كعراقيين أن نلتف خلف قواتنا الأمنية وحشدنا الشعبي وان نترك الخلافات جابنا ونترك المهم ونتمسك بالأهم ولو (مؤقتاً).


لكن ما يحز بالنفس ويدخل الأسى إنك بدلاً من التوحد في هذا الظرف الحساس نجد مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ مساحة واسعة من التشهير والتشفي والتسقيط والاتهام والخوض في الفتن. ودائما مشكلتنا نحن العراقيون إننا مكنا العاطفة على العقل وهذا سبب كوارثنا ومآسينا التي نشهدها الآن. وأنت ترى هذه الهجمة الممولة والمضادة ضدها على مواقع التواصل تجد أن أعظم ثغر هو تقدمه للعدو الإرهابي وقد ينجح في تسديد سهامه هو الفتنة المجتمعية التي من خلالها نكون أدوات تناحر وضعف بدلا من أداة قوة وتماسك.


إن الصراع الدائر بين الفريقين الأول الجماهير التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وفصائل المقاومة في العراق والحركات الولائية وغيرها والفريق الثاني التابع لبعض القوى في ساحات التظاهر والمؤيدين لها أمر يثير الاستغراب فإننا اليوم بأمس الحاجة إلى رص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية وكلنا إخوة وأبناء هذا البلد مهما اختلفنا عقائديا وأيدلوجيا.

فيجب أن نجعل العراق عالياً بنانه شامخا اسمه.


فإن تبادل الاتهامات لاتجدي نفعاً والوقت يجب أن نكون حريصين عليه والفتنة واجب إخمادها والسلام والتآلف يجب أن يكون هو الحاضر.


فرسالتي إلى فريق وأتباع (إيران وحلفائها ومحبوها) في العراق أقول.

 يجبُ أن تعرفوا أن التظاهرات التي تجري في العراق الآن لاتخص بفئة وجماعة ومن يدعي ذلك فهو كذاب منافق. بل هي لكل العراقيين المظلومين الذين ضاقت بهم الحياة وأخذت منهم كل مقصد وعانوا الظلم الحرمان وسلب الحقوق والواجبات نتيجة تسلط الطبقة السياسية وجورها عليهم. فمنهم من قدم دمه نتيجة أن يكون العراق شامخاً عزيزا ولا أرى من المنطق والعقل أن يقدم الإنسان نفسه طواعية لأجل مشروع سياسي خارجي كما تظنون.




فإن الذي يترك زهوة الدنيا وزخرفها ومتاعها من أجل الوطن حري أن نقتدي بهؤلاء الفتية الذين أبو أن يكونو حطب لغيرهم. ولاتنسوا أن المرجعية اعتبرت من يضحي في هذا الحراك شهيداً وهذا مبدأ عام يدل على نظافة وقداسة هذا العنوان. وان التشهير بأقذع العبارات بحق المتظاهرين وتحميلهم تبعات اي طارئ أمني أو اجتماعي يصيب البلد لهو أمر خاطئ وغير صحيح. ولايجوز إبراز العضلات والتداعي بالوطنية بحجة على الثوار إن كانو يريدون وطن فليدافعوا عن الوطن مثل سائر أقرانهم المجاهدين فهذا أمر غير صحيح وغير عقلي أيضا ساحات الجهاد تحتاج إمكانات عسكرية خبروية متمرسة والحشد الشعبي لجميع العراقيين وليس لأصحاب المزاجيات والتقولات الرخيصة. وليس كل ما يصيب البلد من أزمة طارئة نحمل تبعاتها إلى ساحات التظاهر فلابد أن نغلب العقل على العاطفة في مواطن الخلل.




ورسالتي الثانية إلى إخواني المتظاهرين أقول: إن الشهداء الذين سقطوا أمس سقطوا من أجل العراق وترابه الطاهر ولم يسقطوا من أجل شخوص ومشاريع فإن دمائهم التي سالت تخضبت من أجل العراق ووحدته. والثلة الخيرة المرابطة الغالبية منهم وطنيون يحملون نفس هذا الشعور فليس صحيحا اتهامهم بالعمالة والذيلية وتبني مشاريع ولائية لدول معينة فما نشاهده من تعميم من اتهامات وتطاول غير صحيح فإذا كانت مجاميع لاتدين بالولاء للعراق وديدنها إنها مشاريع سياسية فيجب تشخيص هذه المجاميع مما قامت من إفرازات للمجتمع ويجب أن نحذر من مشروعها وليس تحميل تصرفاتها على الأعم الأغلب لغيرها من القوى العسكرية الأخرى. وحتى البعض المنخرط في هذه المجاميع لم ينخرطوا من أجل التبعية لها بل لأجل الغرض الدفاع عن الوطن حتى لو كان العنوان الفصائلي هو الأبرز. وختاما أقول يجب التفريق بين الأتباع والحب فمن يحب دولة معينة فهذا ليس جرما بل الجرم أن تكون أداة ومشروع بالوكالة على حساب تراب وطنك. والعراق أكبر من الجميع وعلى المناوئين للمتظاهرين لاتعمموا كل ظاهرة شاذة على مسار التظاهر فإن كنتم تعتقدون أن أدوات تخربيبة داخل مسار الاحتجاج فإنه كذلك أدوات تخربيبة داخل مسار منظومة الحشد الشعبي وكلاهما يحاول إبراز الجانب القبيح للظاهرة الحسنة سلام..


إرسال تعليق

0 تعليقات