آخر الأخبار

النموذج عليٌ (3)







 

 

محمود جابر

 

النموذج أو الخليفة أو القائد أو راعى المشروع المحمدي، ليس رجل سياسة؛ ولم يكن هو نموذج الحاكم، ولكنه نموذج المبادئ، والقيم، والأخلاق، وسيرته يجب أن تجسد سيرة المسلم الصحيح الذى كان يخطط لها النبى منذ بعثته، هكذا أقام لهم قبل رحيله صلى الله عليه وآله وسلم نموذج بشريا غير موحى له ولكنه يجسد الإسلام ...

 

 

 

انتجب النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولد عمه منذ ان كان طفلا، وتولى رعايته وتربيته، فكان أول من صلى معه، وأول من سمع القرآن غضا طريا، وصحب النبى طول حياته فى إقامته وسفره، وكان موضع أمانته .

 

وهذا الأمانة اقتضت أن يكون عليا أول فدائي في الإسلام عندما أجمع أهل الندوة على قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتربصوا له بباب بيته ولم يكن النائم في فراش محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل علي بن أبي طالب فأظهر هنا شجاعة وبسالة وثبات فى الموقف ودفاعه عن النبي وتحمله للمسئولية رغم صغر سنة .. حيث لم يكن يبلغ بعد الثامنة عشر عاما.

 

فنزل فيه قرآن يتلى قال تعالى : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} نزلت فيه ..

 

كان عليا موضع ثقة النبي محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره النبى محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك.

 

 

شهد بيعة الرضوان وأمره  النبي محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه .

 

 

وهذه الوثيقة استطاع على بعدها أن يكتب وثيقة مماثلة أو مذكرة تفسيريه لها لمالك الاشتر حينما أرسله لمصر فيما عرفت بوثيقة مالك الاشتر أو عهد مالك ، ولم يعرف عن أحد  تولى الحكم فى عصر الإسلام غير النبى صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبى طالب أن كتب وثيقة دستورية مماثلة تتضمن الحقوق والواجبات للأفراد والدولة ويمكن ان تمثل ما عرف حديثا بالعقد الاجتماعي تماما .

 

 

على مستوى الفروسية  شارك علي في كل الحروب مع الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها محمد على المدينة وهذه تتطلب حديثا طويلا جدا حول لماذا تركه النبى . وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك

 

وللأسف يعتبر العديد من الكتاب الباحثين أن علي لم يكن رجل سياسي ناجح أو لم يتمتع بالمرونة السياسية المناسبة .قال عنه ويلفرد مادلونغ أنه كان متمسك بتعاليم دينه بشدة وغير مستعد للتنازل عن مبادئه من أجل المنفعة السياسية . فقياس النجاح بالمرونة والمداهنة والخداع، جعل العديد لا يعرف الفرق بين النموذج والحكام والسياسي .

 

 

 

بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة.

 

 

 

اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة.

 

 

كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ.

 

كما يُعتبر من أكبر علماء الدين في عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق وهو صاحب مقولة اسألوني .

 

 

 

يروى في الاستيعاب أن النبى محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث صلى الله عليه وآله بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام.

 

 

 

وورد في الكامل أن القضاء كان لعلي بن أبي طالب في عهد أبا بكر الصديق .

 

وكذلك فى عهد عمر بن الخطاب ، بل كان علي بن أبى طالب مستشارا لعمر فى الفقه والسياسة،  ويعمل بمشورته ، فيروى في تاريخ الطبري أن علي اقترح على عمر البدء باستخدام التقويم الهجري .

 

 

كما يروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه .

 

وفي العديد من المواقف المعقدة التي احتاجت دراية بالأحكام الفقهية كان علي بن أبي طالب يقدم لعمر الحكم الإسلامي فيها، حتى قال عمر في ذلك: «لولا علي لهلك عمر» ، وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».

 

 

 النموذج علىٌ (2)

 


إرسال تعليق

0 تعليقات