محمود جابر
النموذج هو المخطط الأمثل لما هو مطلوب الوصول له ... يقال نموذج، وأنموذج..
ولان الله تعالى علمنا أن نبحث دائما عن النموذج .... حينما قال تعالى ( إني
جاعل فى الأرض خليفة )...
وقال تعالى : ( واني جاعلك للناس
إماما)...
وقال جل وعلا (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)...
هذه الآيات تثبت أن الله تعالى طلب منا دائما أن يكون هناك نموذج أمثل فى
الحياة وفى الإيمان ....
لهذا فأكثر الناس بحثا عن فكرة النموذج كانوا الأنبياء والرسل والأوصياء
والمصلحين ...
وكل قادة الأرض المصلحين الحقيقيين يبحثون دائما عن من يخلفهم ويضطلع
بمهمتهم فى البناء والإصلاح، أما المستبدين ... والطغاة فإنهم يخشون من النموذج
ولهذا يحطمون ويفسدون من حولهم بالرشوة وقتل الضمير حتى يتحول الجميع إلى نماذج
شائهة لا يصلح فيها بديل، ولا يوجد فيها وارث .
الفرق بين المصلح والمفسد هو البحث عن أنموذج ( خليفة)...
لهذا كان (على) أنموذج (محمد) صلى الله عليه وآله...
هكذا نفهم سلوك علم الاجتماع البشرى الذى يتطلب من المصلح أن يدرس الحياة
الاجتماعية للبشرِ ويهتم بالقواعد
والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس، ومن خلال غرس مجموعة من قواعد
أخلاقيات علم الاجتماع كالألفة، والأمانة العامة وإتقان العمل، والحفاظ على السر
الأمانة، وإكرام الضيف، والصبر والجلد على البلاء، والسماحة، والمسئولية الجماعية،
وحسن الظن، وحسن الخلق، ووو
وهذه المجموعة وغيرها من أخلاقيات الجماعة يستطيع القائد أن بفرز القيادة
المستقبلية التى يستهدفها لحراسة وحماية مشروعة .
ولان القيادة لها دورا حيويا في حياة الإنسان وأهمية دور القائد فى تغيير
مجرى الأحداث أمر لا ينكره أحد .
ومن هنا يدرك المصلح أهمية دور القيادة وما يمكن أن تلعبه في الجماعة أو
الجماعات المختلفة كما يؤكدون على ما للقائد من أهمية كبيرة في الحفاظ على تماسك
تركيب الجماعة ووجود الجماعة وأهدافها وإيديولوجيتها ومناشطها وطالما أن السلوك
البشري يسعى دائما لتحقيق أهداف حيوية متجددة فان القيادة تعمل على بلوره الهدف
حتى يكون محدودا.
فالقائد هو من يساعد الجماعة لبلوغ
أهدافها وهو من يحرك الجماعة نحو هذه الهدف المنشود .
ومن هنا فإن الكشف المبكر عن شخصية القيادة و الوقوف على شخصية القائد وسماته الجسمية
والعقلية والانفعالية والاجتماعية ومن الأهمية بمكان بحيث يكون القائد أكثر تفوقا
من ناحية الذكاء العام من أعضاء الجماعة , فالناس تفضل أن يتولى قيادتها رجال
تفهمهم على أن يتولاها رجال لايطيقون السير ورائه .
كما أن القائد يجب أن يتصف بالثبات الانفعالي والنضج الانفعالي والثقة
بالنفس والقدرة على ضبط الذات والتحكم فيها، لا أن يكون سماعا وظانا، ومتشككا،
ومستريبا .
كذلك يجب أن يكون القائد وعلى المستوى الاجتماعي يشجع الآخرين ويميل إلى الانبساطية
والتبسط ا وروح المرح والدعابة وكسب حب الآخرين واحترامهم وعدم المحاباة.
ومن المهم أن يكون القائد أو الخليفة أو النموذج يتمتع بمظهر حسن، وقدرة جسمانية، وقدرات على الإقناع،
والتفسير والتحليل، والاستبصار، ورغبة فى مساعدة الآخرين وعدم
تعجيزهم أو النيل منهم، وقادر على التعليم ونقل الخبرات، ولديه قدرة على مخاطبة
الجماهير بما لديه من ذكاء عام وبصيرة ثاقبة .
هذه مجرد خطو عامة يجب أن تتوفر أي قيادة، وفى أي قائد، فضلا عن ان يكون
هذا القائد وهذا النموذج أو هذا الخليفة سوف يمثل أو يحرس رسالة سماوية ومشروع
إنسانيا عام .
فإذا حاولنا أن نطبق كل ما سبق على نموذج من أصحاب النبي محمد فهل كان
النموذج سيكون غير "على" ؟!
0 تعليقات