عز الدين البغدادي
سأل مواطن يوناني احد
الفلاسفة: كيف يمكن أن أربي ولدي تربية جيدة؟
فقال له: اختر له
العيش في بلدة قوانينها جيدة.
الإنسان ابن ظرفه، ومهما حاول أن يتخلص منها
فربما لن يستطيع ذلك لأنه محكوم بقوانين مجتمعه، وحتى لو استطاع أن يفعل ذلك هو
شخصيا فربما لن يتمكن من أن يفعل ذلك مع أسرته التي تمثل الحلقة الأقرب في شبكة
علاقاته الاجتماعية فصلا عن يؤثر على مجتمعه.
من يملك المال والإعلام
هو من يملك التأثير، والسلطة هي التي تملك ذلك وهي القادرة على تصنيع الوعي، وهي
القادرة على خلق مسارات للسلوك، وبالتالي هي القادرة على بناء المجتمع وفق هندسة
ايجابية منتجة أو سلبية مدمرة.
العمل يبدأ من الوعي،
لذا فإن كل الأمم المتقدمة تعبر المدرسة هي نقطة البدء ببناء الإنسان. العدل
والقوة، والرؤية الحكيمة هي التي تمنع أي ظاهرة سلبية على المجتمع عبر الحكمة وعبر
القانون. وهي التي تنشئ القيم الايجابية البناءة.
الحكام الفاسدون من
مصلحتهم أن يكون المجتمع جاهلا ممزقا، يفتقر للمعرفة ويرتبك فيه الوعي، والحاكم
العادل يعمل على رفع وعي الشعب، وذوق الشعب، وصحة الشعب، وتعليم الشعب.
الحكام الفاسدون لا يفرق عندهم أن تكون متدينا
أو غير ملتزم، المهم أن يتم تحييد المواطن واستهلاكه، لذا فيمكن للسلطة أن تدعم
تدينا طقوسيا متخلفا، تدينا طائفيا.. وفي نفس الوقت تشجع الدعارة والشذوذ الجنسي، الأمر
لا يتعلق برؤية دينية لإدارة المجتمع، كما لا يتعلق برؤية علمية، أو لا يتعلق بأي
فكرة عن الإدارة، بل يتعلق بأمر محدد وهو كيف تربك المجتمع، وكيف تفكك المجتمع
بحيث تحكم في النهاية سيطرتك على السلطة.
ملاحظة: الصورة
المرفقة هي صورة من أغنية "صمون عشرة بألف"
0 تعليقات