حامد المحلاوي
فالرجل يهدد ويتوعد بدل المرة ألف ولم يجد من
يردعه أو يوقفه عند حده .. يعرف من أين تؤكل الكتف .. يحاول التقدم نحو سرت الخط
الأحمر الذي حدده المصريون غير عابئ بالتهديد الواضح والصريح الذي أطلقه الرئيس
السيسي .. فهل يملك القوة الخارقة التي تجعله يهدد ويتقدم أم ماذا ؟! .. الجواب :
مستحيل أن يفعل ذلك دون وجود دعم أمريكي خفي وتواطؤ اوروبي ! .. عرف كيف يلاعبهم
.. فمرة يهددهم بإطلاق ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين في أمواج تتدفق على
دول اوروبا .. ومرة يقول إنه سيرسل الدواعش المحتجزين عنده إلى دولهم وفيهم عدد كبير
من أوروبا .. ومعروف أنه لا يقلق الأوربيين أكثر من تدفق اللاجئين والهجرات غير
الشرعية ثم الملف الأخطر وهو عودة الإرهاب إلى أراضيهم بعد أن بدأت الأمور تهدأ
قليلا .. نجح أن يوصل إليهم أنه قادرعلى تنفيذ تهديداته التي لا تتوقف .. رأيي أن
هذا سبب إحجام الأوروبيين عن اتخاذ مواقف حاسمة ضده .. حتى عندما قال في أحد
تخريفاته إن تركيا هي جارة لليبيا ومصر ليست جاره .. وأي غاز يمر إلى أوروبا من
المنطقة لن يتم إلا بموافقة تركيا .. ثم رسم خريطة لا يرسمها طفل في ابتدائي ..
يقول ما بدا له ولا يجدا أحدا يرد عليه ! ..
أردوغان لا يخاف من أحد أكثر من ترامب .. هو وحده القادر
على ردعه إن أراد .. لكنه هو الآخر يلعب بورقة المصالح ويحاول ألا تقع تركيا في
قبضة الدب الروسي بشكل كامل ودون عودة .. يرى أنه لو حدث فستكون خسارة فادحة
لأمريكا في كامل المنطقة .. موقع تركيا الاستراتيجي بالنسبة للقوتين الأعظم لا
يمكن التفريط فيه بسهولة ..
لو بحثت ستجد الأوربيين على مدى تاريخهم كانوا
عاجزين دائما عن إيجاد حلول لأبسط المشاكل .. تحسم فقط عندما تتدخل أمريكا ..
وعليه فإن حل المشكلة الليبية سيتحقق لو أن أمريكا كانت جادة .. لذلك مهم ألا
يأخذك حسن النية بعيدا لتعتقد أن التصريحات التي تصدرمن الأوروبيين هي لوجه الله
أو إرضاء للضمير أو أنها تريد الحل العادل ! .. هذا الكلام أصبح من مخلفات الماضي
ولم يعد له وجود .. الآن الكل يغني على ليلاه ويبحث أين تكون مصلحته .. أوروبا إن
وجدت استقرار ليبيا يصب في مصحتها ستحاول إيجاد حلول .. غير ذلك لن تبذل أدنى جهد
..
......... أخيرا رأيي أن كلمة السر ستكون لدى
الجيش والشعب الليبي لحسم الأمور مع صعوبته لكثرة اللاعبين والطامعين .. أما
الاقتراب من حدودنا فيعني جهنم الحمراء ! ..
0 تعليقات