آخر الأخبار

أضواء على حرب التحرير




 

د.أحمد دبيان

 

حين اجتاحت قبائل الرعاة ارض الوادي بتفوقها فى اختراع سلاح مدرعات عصرها ممثلا فى تكنولوجيا العجلات الحربية .

 

 

 

كانت الهزيمة مروعة .

 

 

سقطت مصر تحت براثن الاستلاب الرعوي الأول ، إلا ارض طيبة ( الأقصر ) وعمقها الاستراتيجي فى ارض نباتا ( النوبة ) .

 

 

ظلت مصر ترسف فى عار الاستعمار ، الذى استلب الثقافة والآلهة ليلوى هيراركية العبادة فيعلى ويقدس من شأن ست نكاية فى المصريين ومعتقداتهم.

 

 

تمركزت الثروة فى يد رجال الهكسوس والمتعاونين معهم ( الكومبرادور ) من الخونة والإقطاعيين المصريين بينما ظل جل الشعب يرسف فى أغلال الفاقة والعوز والحرمان.

 

 

لم يكن سقنن رع ( تاعا الثانى ) حاكم طيبة بحسابات الوقت والظرف والإمكانات ليبدأ حرب تحرير ضد الهكسوس.

 

 

عجلاته الحربية ضئيلة مقارنة بعجلات الهكسوس الحربية .

 

 

فضلا على ان عدد الجيش المدرب وخصوصاً الرماة والذين يستطيعوا موازنة جموح عجلات الهكسوس الحربية كان ايضاً محدوداً.

 

أبو فيس كأى مستعمر رعوى يعلم أن وجود سقنن رع يعنى نواة لمقاومة وإرادة وبطولة ولأن إستراتيجية المستعمر تبقى سحق اى مقاومة محتملة بعث اليه بان أفراس النهر فى طيبة (الأقصر ) تزعج منامه فى أواريس ( الشرقية ) .

 

 

بالمنطق البراجماتى كان لابد لسقنن رع أن يذبح أفراس النهر مؤثراً السلامة .

 

 

ولكن لأنه مصري حقيقي لا مكان للخضوع عنده ولأنه يمثل القيمة والعهد والمقدس بثوابته والتى بدونها تنهار فكرة الدولة المصرية حتى ولو مهزومة اختار ان ينهض ويقاوم ويستشهد وبقيت مومياؤه شاهداً على كسور ببلطة كسرت مقدمة الجمجمة والوجنة .

 

 

تم تحنيط جثته بلا زخارف كباقى الحكام والملوك ويعتقد بان السبب انه تم قد تم تحنيطه على عجل في مكان المعركة للحفاظ عليه من التعفن وحتى يتم نقله إلى طيبة حيث تمت هناك محاولة ثانية لتحنيطه حيث تقبع مومياؤه الآن في المتحف المصري بالقاهرة.

 

 

تم العثور على مقبرته في خبيئة دراع أبو النجا عام 1881 م، وقد كشفت المومياء لاحقا في 9 يونيه عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو.

 

مات الملك سقنن رع وهو يحارب الهكسوس، وتوجد آثار ميتتة البشعة على جمجمته المليئة بالجروح والكسور نتيجة الضرب بالحراب والبلاطي، ووجدت أسنانه في وضع ضاغط بشدة على اللسان نتيجة الألم الشديد في اللحظات الأخيرة من عمر الملك.

 

تملأ رأس الملك الكثير من الجروح الشديدة وهناك طعنة خنجر خلف الأذن اليسرى للمك وصلت إلى عنقه، وتحطم صدره وأنفه بضربات بالمقامع. ويوجد أيضاً قطع نتج عن بلطة حرب مخترقاً العظم أعلى جبهة الملك.

 

كان الملك سقنن رع معتدل القامة حيث كان طوله يبلغ 170 سم، عظيم الرأس وكان مفتول العضلات، وشعره أسود كثيف مجعد، ولم يكن قد تجاوز الثلاثين من عمره عند استشهاده إلا بقليل.

 

سقنن رع كان سطراً فى كفاح أ كمله بعده ولداه كاموس وأحمس ليتحقق حلم التحرير.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات