عز الدين البغدادي
كل عراقي يعرف أن
الفساد ينخر في جسد الدولة منذ 2003 وإلى الآن، وأن المناصب الوزارية تباع وتشترى
بل وصل الأمر إلى درجات وظيفية أقل من ذلك بكثير، وهذا الأمر موجود في كل الوزارات
بلا استثناء، وإنكاره هو إنكار لواقع معاش يعرفه الصغير والكبير.
بعد أن عين بشكل غير
قانوني أساسا، أعلن المدعو علاء عبد الصاحب الهندي أنه بلغ السن القانونية
للتقاعد، وصار يستحق راتبا تقاعديا كوزير على جهوده في سرقاته وفساده التي ملأت
ملفه الضخم في هيئة النزاهة. اعتقد أن وصول موظف ما الى سن التقاعد ليس بحاجة الى
اعلان بهذا الشكل؛ لكن الرجل شعر بوجود ضغط كبير عليه منذ فترة فأراد ان ينسحب
بطريقة ما تهربا من أي مساءلة محتملة.
وقد أعلن عن رسالة
زعم أنها صدرت من مكتب المرجعية العليا في النجف تشيد بعمله في السنوات السابقة. وبرأيي
ان الرسالة كانت رسالة مجاملة خاصة مبالغ فيها كما هو الأسلوب الحوزوي لكن هذا
الفاسد أراد استغلالها بشكل علني للتغطية على مخازيه.
وللأسف قد وجدت أكثر
من شخص من "الأذكياء" يدافع عن هذا الشخص ويثني على عمله و(نزاهته)،
وهناك من طلب دليلا أو وثيقة تثبت فساده.
بالتأكيد ليس عندي أي
وثيقة تثبت فساد المالكي أو عبد المهدي أو مسعود البرزاني او الكربولي أو
الحلبوسي، ونفس الأمر ينطبق على الهندي.. ومن بلغ به الورع إلى أن يتوقف عن إطلاق
وصف الفاسد على هذا الشخص لأنه لم ير بعينه وثيقة تثبت ذلك فهو يمارس عملية
استغباء إرادي بغير ثمن..
مع ان موظفي الوقف
يعرفون الكثير من قصص فساده، وخرجت الكثير من الوثائق التي تدينه ألف مرة لكن دون
أن تجد من يتخذ قرارا بإحالته على التحقيق أو محاكمته.
في السابق كانت هناك
وزارة للأوقاف في باب المعظم، لا تستهلك من الدولة إلا شيئا قليلا جدا، إلا أنه
وتطبيقا للمشروع الأمريكي تم إنشاء هاتين الدائرين اللتين صارتا أعظم أبواب الفساد
واللصوصية..
لا أعجب من فساد هذا
الرجل، فهو جزء من حالة عامة، وهو غير خارج منها ولا متميز عنها، ونحن نعرف أن كل
الوزراء فاسدون لأنهم لا يأتون إلا بثمن وبشروط، لكني أعجب من مواطن يدافع عنه دون
أن يكسب منه شيئا.
بالنسبة لي لا أشك
أبدا أن علاء ومن أيده ومن دعمه، سيقف في قفص الاتهام، وسيحاكمه الشعب على ما
اقترفت يداه، ولن تنفعه مظاهر الورع التي يتقن وجهه أداءها.. وعندها لا ينفع الندم
ولا يغاث من ظلم ( ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)..
0 تعليقات