أحمد مبلغي⇭
نظرية التقديس الكاذب
في الاستنباط (٢)
النقطة الثانية: لزوم
توسيع أبعاد الأفكار والتصورات في الاستنباط بما يجعلها تتحرك مع حركة المفاهيم في
التاريخ:
ما قلناه كنقطة أولى
هو حقيقة أكدها علم منهجية التاريخ، والتحليل الفلسفي للفقه وحركته، ولكن هذه
النقطة الثانية هي إظهار وإعطاء عنصر منهجي يجب توفيره في الاستنباط إثر قبول تلك
الحقيقة التي انعكست في النقطة الأولى وباقتضائها وتطلُّبها.
توضيح هذا: إذا أردنا
أن نفهم الواقع المتطور للمفهوم الوارد في النص، في صميم التاريخ ونحقق أبعاده
ونفحص مراحله، ونتحرك في التاريخ مع حركته، يجب أن يكون لدينا عنصر منهجي في
الاستنباط نكون به قادرين على فهم الحقائق المتعلقة بتطوير المفهوم أو الكلمة عبر
التاريخ.
والسؤال، ما هو هذا العنصر
المنهجي الذي يمكّن الفقيه كي يتحرك برحابة الصدر في التاريخ، مع الحركة التاريخية
للمفهوم الوارد في النص؟
الجواب هو عنصر "تزويد
عملية الاستنتاج برؤية ذات حالة من التمدد والحركة في أعماق التاريخ". إنه
فقط في هذه الحالة، يمكن للفقيه مراقبة ومتابعة تحولات الكلمة أو الفكرة الواردة
في النص.
ببيان ثان، إنه تجاه "حالة
امتداد المفهوم في التاريخ"، يجب إعطاء حالة الامتداد التاريخي الى الاستنباط
كي تسير وتتحرك مع سعة التاريخ.
كلام الشهيد الصدر
لذلك الذي قلنا، تكمن
مشكلة الكثير من الاستنباطات في أنها تفقد العنصر المنهجي المشار إليه.
أما الشهيد الصدر بعد
ان كان قد أشار إلى أن المفاهيم الواردة في النص لها أبعاد تاريخية وأنها خضعت
لتغييرات تاريخية، يطرح هذه المشكلة بقوله:
"الفقيه الذي لم
تمتد أبعاده الفكرية، وتصوراته عن الماضي والحاضر والمستقبل". (اقتصادنا. ٣٨٧).
0 تعليقات