د.أحمد دبيان
يحكى أن يزيد بن
معاوية عندما أتوا له برأس الحسين رضي الله عنه بعد استشهاده فى واقعة ألطف.
تمثل وهو يلهو بحربته
بهذه الأبيات:
ليـت أشيـاخـي بـبـدر شـهـدوا
جزع الخزرج في وقع الاسل.
لأهـلـوا واستـهـلـوا فـرحـا
ثـم قـالـوا لـي هنـيـا لا تـسـل.
حـيـن حـكت بـفـنـاء بـركـهـا
واستحر القتل في عبد الاسل.
قد قتلنا الضعف من أشرافكم
وعدلنا ميل بدر فاعتـدل .
يزيد البيزنس مان
ممثل الرأسمالية الاحتكارية المستغلة ومصالح قانون السدة الاجتماعية ، يزيد مرسخ
القرشية وفقه السلطة والسادة والعبيد ، يتمثل فيها بأبيات يتشفى بها فى الحسين .
يحاول قتله بعد موته
ارتعاباً ممن صار رمزاً سرمدياً للخروج ضد الطغاة وضد التمايز وضد الاحتكار .
يلعنه في ارتعابه من
الثورة الفكرة يلعنه فى ارتجافه من الطائر المحلق بأفكار العدل والحرية والمساواة .
يلعنه ويطعن شبحه
المطل هاملتياً يطلب الثأر المجنح المرتحل عبر الأجيال .
يقطع كفيه الجيفارتين
فى بوليفيا بعد ان تزلزلت مصالحه فى كوبا وارتعب من الثورة المشتعلة فى بوليفيا ،
يطعن الجسد المسجى لفرانتز فانون فى الجزائر ليرتحل فى الذاكرة فيقتل على بن محمد بعد
انكسار ثورة الزنج الطامحة للعدل والمساواة والحرية .
يرتحل الى البشمور
ليقطع أجساد الثوار الثائرين ضد طغيان ورثة فقه السلطة المتمسحين بآل البيت من بنى
العباس فيفيض نهر النيل بالأشلاء والألم والدم والانكسار .
يعبر فى بحر الزمن
بأرض البشمور يلتقى بحفيده ابن ساويرس ، يتصافحان ويرتديان العباءة ، يتماوجان .
يخرج يزيد بن ساويرس
والزبد يملأ شدقيه فيلعن ناصر الحسين، يرجمه مرتعباً من طيفه ، يصيبه الظل بالجنون
، يتمدد أمامه رغم ما يسدده ،؟ فى السماء بدراً ساطع الضوء تلتف خيوطه لتنير
الدنيا ، تتشابك ملتفة حول عنقه القبيح ، يخرج قيحه الصوتى فى فضائياته التى تبارز
الظل المنير بلا جدوى .
يختنق رغم الدم المسك
الذي يسيل من جرح الحسين الناصر الجيفارى .
ينسحق ويتلاشى كما إبليس
حين حاول أن يجرب المسيح .
يحاول دق حربته
النجسة فى الرأس المسمر فوق الصليب فيذوب كما الملح .
يرتحل وعباءة الفشل
تكسوه يعبر فى ثقوب الزمن ، دخاناً بلا حريق .
0 تعليقات