نصر القفاص
علمنا "طه حسين"
أننا لا نحيا لنكون سعداء.. بل نحيا لإحياء أفراح الآخرين.. علمتنا الحياة أن
القوى لا يصرخ, لانشغاله بالبناء.. الأقوياء يتألمون فى صمت نبيل.. لا يبتعدون عن
الناس, لكنهم يبعدون الناس عن همومهم.. يطلون علينا كلما امتلكوا طاقة أمل ودليل
إنجاز..
الأقوياء يعتقدون فى
أن الإخلاص عبادة والصدق فريضة.. والأقوياء يدفعون الثمن إذا أصبحوا قادة.. لا
يستمتعون بكرسى القيادة لإدراكهم معنى المسئولية.
القائد يأخذ من شعبه
صلابته وشموخه, ويعطيه قدرة على التحدى.. السياسة عنده فعل وعطاء.. تكوينه يدفعه
لتجنب "الأراجوزات" الذين يمارسون السياسة على أنها كلام معجون فى الكذب!!
السياسى يعرف أن التغيير ليس شعارا, بل فكر واضح
وتخطيط دقيق.. أن تكون مسكونا بالوطن, لا تسكن فيه.. فأنت سياسي.. أن ترفض خداع
شعبك والتجارة بأزماته.. فأنت سياسي.. أن يصدقك الناس فى صمتك, وينتظرون كلامك.. فأنت
سياسى.. أن تراهن على الاحترام قبل الحب.. فأنت قائد وسياسى.
الرئيس "عبد
الفتاح السيسى" تحمل ملامحه شكل الوطن بكل انكساراته وانتصاراته.. تفوح منه
رائحة شعب يذوب عشقا فى أرضه ويعتز بتاريخه.. عاصفة هبت على المنطقة لاستعادة
أمجاد بلاده..
اختار موقفه فاختاره
موقعه.. يتألق مقاتلا فى مواجهة الخونة والمبتزين.. يحارب الكسل لأنه يكره "الفهلوة"
ولا مانع من أن يبتسم إذا صادفها!!
زاهد فى زمن لا يزهد فيه أحد.. يتجنب من يحاولون
فرض الاستثناء على أنه قاعدة.. الأمل عنده محله القلب, والحلم يسكن عقله.. قدره أن
يقود بلاده فى زمن الكذب الخام!! إختارته الأقدار ليسير وسط حقول ألغام.. علمته
المحن أن يداوى جراحة بالبناء وصناعة المستقبل.. يفهم معنى أن يكون مكتوب عليه ضبط
بوصلة المجتمع.. أعظم الجهاد عنده هو إشعال شمعة, بدلا من أن يلعن الظلام.
الرئيس "عبد
الفتاح السيسى" يتحمل الرفض الفوار من مؤيديه.. يرفض العنف قولا وفعلا.. تربى
فى بيئة علمته أن يلفظ التطرف.. إبن مؤسسة مذهبها يد تبنى ويد تحمل السلاح.. لا
تستهويه الأفكار المراوغة ولا الألفاظ الخادعة.. يقبل "الاختيار" الصعب,
ويرفض الخيار الشرير.. يبحث عن الموهوبين قدر ما يبحثون عنه.. أفلت من فخ خداع
النفس, فرفض بحسم المخادعين.. يجاهر برفض التعالى والغرور, دون تفريط فى الشموخ.. ثقته
فى النجاح جعلته يراه قبل أصدقائه وأعدائه.. إعتنق حقيقة تقول أن "الثورات
تنفجر عندما تعجز السلطة عن إدارة الأزمات" ويحيلك إلى "نجيب محفوظ"
القائل: "ليس بالثورات وحدها تتحقق الأحلام".
الرئيس "عبد
الفتاح السيسى" دقة حساباته هى وقود شجاعته.. يؤمن بأن أنصاف الحقائق تفتقد
للإنصاف.. يعتقد فى أن الصدق والحقيقة يحصنان المجتمع من وباء الأكاذيب والشائعات..
أعاد تذكيرنا بأن الجيش ليس ثكنات تفصلها عن الشعب أسوار عالية.. يعلم أن "الاحتلال
الليبرالى" فلسفة أنتجها "موشى ديان"!! يبتسم كلما تذكر "عباس
العقاد" قائلا: "الأحزاب السياسية هى مجرد أندية يجتمع فيها الأصدقاء
وتجمع أصحاب المصالح"!! يقبل أن نقول عنه قائد بلا حزب.. تتهافت عليه أحزاب
بلا قيادة!! يؤمن بالديمقراطية التى تحقق العدالة الاجتماعية.. إيمانه بأن الحكم
مسئولية, خلق فجوة بينه وبين من يمارسون المعارضة بجموح.. والتفاصيل فى تجربة "محمد
على".. إعتقاده أن الديمقراطية الرخيصة مثل أوراق النقد المزيفة, تحيلك إلى
مراجعة تجربة "جمال عبد الناصر".. ووسط هذا المناخ يستمتع بآلام الوطنية
اللذيذة!!
الرئيس "عبد
الفتاح السيسى" يحترم منطق التاريخ.. لا يتعامل معه على أنه خزانة محفوظات.. التاريخ
عنده كائن حى يعادى من يحاولون تشويهه أو تزويره.. علمه التاريخ أن المستقبل يبدأ
من الماضى, وعلمته مراحله أنها حلقات فى سلسلة واحدة.. خاصمه حظه لأنه جاء فى لحظة,
كان مجتمعه يخاصم تاريخه!! قدم البرهان على رفضه للتبعية كأسهل اختيار, لإيمانه
بأن الإصرار على تحقيق الاستقلال هو الصعب الذى لا يفرط فيه.. قناعته راسخة بأن
الجسد إذا دب فيه الفساد, فقد العقل قدرته على السيطرة.. لا يكف عن التأكيد على أن
الأزمة فى التعود على الفساد!! يعانى من أصحاب النظريات, حين ينتحلون صفة القيادة..
فهو يتفق مع "نابليون" فى عقيدته بأن القائد لا يقبل خطة رديئة.. الثقة
المتبادلة بينه وبين الشعب, حيرت "الكلامنجية" بعد أن نفذت ذخيرتهم
الفاسدة!! جاهر برفض الخونة حتى لو كانت وجوههم مصرية.. فأعاد تذكيرنا بالإمام "محمد
عبده"!! نجح فى استثمار الألم ليثبت صحة قول "مصطفى كامل" بأنه "لا
يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس".. أسقط زيف محاولات تشويه "سعد
زغلول" بأنه قال "مافيش فايدة"!! لم ينس أن "محمد نجيب" كان
عنوانا فى بداية زمن العزة والكرامة.. وتجاهل من أهدر على الوطن عشرات السنوات, مع
احترامه للأبطال بقدر حزنه على فساد بعضهم!!
الرئيس "عبد
الفتاح السيسى" تجاهل حقيقة أن التركة ثقيلة لإيمانه بأن المصريين يقدرون.. أعاد
للوطن اتزانه بحكمة البنائين العظام.. كان يعلم أن "الاختيار" ثمنه دم
وعرق ودموع.. تسلم الوطن وقت أن كان فى غرفة العناية المركزة..
أجاد التشخيص فشرع فى
العلاج.. أعلن التحدى على نفسه قبل تحدى الظروف.. رهانه على التنمية الاقتصادية
والاجتماعية إنطلق هادرا, واستمر صاخبا ومذهلا.. خسر الذين راهنوا على استحالة
قدرته بتنفيذ رؤيته.. أحبط براعتهم فى صناعة اليأس, وتفوقهم فى زراعة الإحباط.. قدم
منهج "تحيا مصر" فكان عصاه السحرية.. أنفق أعداؤه المليارات للنيل منه, فترك
إنجازاته تسخر منهم.. إنتظروا أن يهتز, فصدمهم اهتزازه طربا على صوت "أم
كلثوم" وهى تشدوا "أنا الشعب أنا الشعب.. لا أعرف المستحيل"!! ويقبل
دعوة الشعب لكى يسمع معه "ثورة الشك"!!
الرئيس "عبد
الفتاح السيسى" لا يخاف منه الشعب.. لكنه يخاف عليه.. يعلم أن الفن يؤكد
الصحوة.. تتعثر محاولاته لتجديد دم "النخبة" ومازال يحاول استنهاض المبدعين
لاستعادة عقل مصر الواعى.. المؤمنون به يرفضون اقتراب "رجال كل العصور" من
دائرته!!
يوافق باحثا عن رجال يعملون بقدر ما يحلمون.. يفتقد
إرادة ساسة مخلصين, ويفتقده الباحثون عن إعادة بناء الإعلام.. يراوغه من يغلقون
أبواب الاجتهاد فى الفكر الدينى!! يرفض أن يفرض عليه من فسدت رؤيتهم وذمتهم كلمتهم..
ينتظر جدية من يملكون الحكمة من المثقفين.. وينتظره الجادون والمخلصون أن يفتح
بينه وبينهم "الممر"!! يدعو له من لا يملكون غير أضعف الإيمان, بأن يكفه
الله شر الأصدقاء.. ويلاطفه البعض بما قاله "حافظ إبراهيم":
أيها القائمون بالأمر فينا
هل نسيتم ولاءها والوداد!!
0 تعليقات