آخر الأخبار

من تاريخ مؤمني المحروسة







 

د. أحمد دبيان

 

 

 

 

كان بلاء مصر عبر تاريخها متدروشيها ومتدينيها الزائفين ، فى الماضي القديم جاء مهووس دينيا باسم اخناتون ، ليقوض التوازنات السلطوية للإمبراطورية والتي كان الدين مكونا أساسياً فيها ،

 

ليأتي العصر الحديث فيعيد الزمان دورته الجهنمية لمن يعجز على ان يسبر أغواره .

 

جاء الحاج عباس الأول أو الوالي عباس الأول عقب المشروع النهضوى لجده الباشا محمد على ، و كان شاذا جنسيا

 

 

مما يذكره احد الرحالة الأوروبيين يدعى دافين في مذكراته: "أما أخلاق عباس، فكانت كأخلاق جميع سلاطين الشرق، حيث يدلل الغلمان أكثر مما تدلل الجواري". ويكشف عن حياة عباس الجنسية الصاخبة، مستطرداً: "لقد كان عباس يستسلم لمجونه في الخفاء، مع مماليكه الذين كان يجعلهم يؤلفون حلقة لإمتاعه، ولكن كرامته كانت تأبى عليه أن يكون الأداة السلبية للذة عبد أو فلاح". ويروي دافين إحدى روايات مصرع عباس باشا، قائلاً: "إن مصرعه كان بأيدي أخوين أراد هذا المستبد الفاجر أن يجبرهما على ارتكاب الفعل الداعر، فرفضا فهددهما بشر العقاب لما يبديان من عصيان، فخشيا أن يحيق بهما مصير عبد كان قد أخصي في الليلة السابقة، وانتهزا في نفس الليلة فرصة سكر الباشا وخنقاه".

 

وفى الوقت ذاته وربما لارتداء الأقنعة لمن هم مثله يعانون من العوار المجتمعي الشرقي وفصامه ، كان متدروشاً ومهووساً دينياً ، أخرج أسرى الأسرة السعودية الأولى من سجن رشيد ، وأفرد عاموداً فى الأزهر لواحد من أبناء

 

آل الشيخ

 

محمد بن عبد الوهاب

 

وفى الوقت ذاته نفى الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي منسق الشق التنويري للمشروع النهضوى لجده الى السودان .

 

كان المؤمن الأول فى تاريخ المحروسة ، والقاسم الأوحد فى مؤمنيها أنهم يأتون عقب مشروع نهضوى يحقق حراكها التاريخي الذى تستحقه ، ليقوضوا هذه المكتسبات باسم الدين وتجارته ، فيكفر التاريخ بالجغرافيا ، ويقبع منزوياً فى كهوف اللامكان .

 

 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات