علي الأصولي
من فوائد البحث في
مسائل الفقه المقارن. هو الوقوف على الفتاوى المهجورة التي تبناها قدماء الفقهاء
سواء من داخل المنظومة الإسلامية أو من داخل المنظومة المذهبية الإمامية.
ودليلتها ومستندها
التي جعلت هؤلاء الفقهاء يعولون على خرق الإجماع أو المشهور.
ولعل أكثر من وصف بمخالفة الاجماعات مذهبيا. الشيخ
الاسكافي وابن إدريس الحلي والفيض الكاشاني والشيخ الاربيلي. بصرف النظر عن دعوى
إنقداح أو عدم إنقداح في انعقاد الإجماع العملي على خلافها.
وكثير من المسائل
المهجورة مذكورة في أدبيات فقهاء الإسلام عامة ومدونات الفقه الإمامي خاصة. وجمعها
ومناقشتها وردها أو تبنهيها في البحث الفقهي يكون في دائرة ما يسمى عند المعاصرين -
بالفقه المقارن - وقد ذكر بعض قدماء الفقهاء والمتأخرين منهم ومتأخري المتأخرين
هذه الفتاوى المهجورة في كتبهم الفقهية كنوع من أنواع التوثيق والدراسة التاريخيةىولهذه
التوثيقات فوائد:
منها: استقصاء وحصر
أقوال الفقهاء في فهم النصوص.
وعليه يكون الانتقاء
في إبقاء الأصلح للعمل، وانعقاد الاتفاق عليه، أكثر دقة، وتحقيقا، وتدقيقا من عدم
العلم به وذكره.
فكما أنّ مجتهدًا من
المجتهدينَ قد يورد حديثًا ويعمل بخلافه، ليبيّن أنّه ما ترك العمل به عن جهل،
وإنّما عن علم بنصوص أخرى هي أقوى منه..
ومنها: الإشارة إلى
إبقاء هذه الأفهام الفقهية تحت دائرة الفقه الإسلامي عامة والشيعي الإمامي خاصة. خذ
مثلا كتاب المرتضى فإنه ينقل أقوال الشيعة من الإمامية، والزيدية، والهادوية، على
المستوى الفقه الشيعي العام.
ومنها :عدم تكفير
القائلين بما شذ من فتاوى من المعاصرين فيما لو شذ أحدهم واختار العمل بالشاذّ
والمهجور من أقوال الفقهاء المجتهدين رحمهم الله تعالى. ما دام أن مسرح الاجتهاد
هو الدليل.
بل أجد أن المصلحة
مفضية في العمل لهذه الاجتهادات الخارجة عن الإجماع العملي، أو الاتفاق النظري
بشروط :
١- ثبوت نسبة هذا
القول للمجتهد،
٢- أن يكون هنالك
مصلحة حقيقية داعية إلى الأخذ بهذا القول.
٣- أن يكون التبني
مدعوما بالدليل ورد ما أورد على الدليل الشاذ .
نعم وفي هذه
المناسبة، مناسبة الذكرى السنوية الصادقية. أود أن أنقل ما ذكره الذهبي في هذا
الخصوص ومعروف عن الذهبي بتشدده المذهبي. أنه قال: استدعى الخليفة المنصور النعمان
ابن ثابت فقيه العراق للحيرة. وقال له اجلب معك الشدائد من المسائل وطرحها على
جعفر بن محمد الصادق في مجلسي.
وبالفعل جاء أبو حنيفة ودخل المجلس وقال آنذاك
والله ما أخذتني الهيبة من الخلفية كما أخذتني من جعفر بن محمد الصادق. ولما استوي
به المجلس طرح أربعين مسألة بمختلف أبواب الفقه على الإمام الصادق - ع - فما كان
من الإمام إلا أن جاب على كل المسائل. بقول :
انتم تقولون كذا - أي
أهل العراق وممثلهم النعمان - ويرد عليه كذا وكذا. ويقول أهل المدينة كذا. ويرد
عليه كذا وكذا. ونحن نقول كذا وكذا. انتهى بتصريف.
نعم : ومن هنا سمعنا
في بعض الأحاديث أن أعلم الناس هو أعلمهم باختلاف الناس.
وكيف كان: لم أجد
بحثا فقهيا في النجف الاشرف في مسائل الخلاف على مستوى الخارج سوى البحث الذي
يعقده المرجع الشيخ اليعقوبي. وأتمنى توسيع دائرة البحث الفقهي المقارن في الحاضرة
النجفية والبحث في الفتاوى المهجورة التي أعتقد بأنها كفيلة بتغيير خارطة الفقه
الشيعي والقراءة الرسمية للمذهب كما نادي بها المرجع السيد الحيدري القراءة
الرسمية هي التي أنتجت ما أنتجت من إخفاقات في بعض مفاصل الحياة بعد التحولات
السياسية والثورة المعلوماتية والى الله تصير الأمور .
0 تعليقات