آخر الأخبار

بين غسل الثياب والوقوف بالباب!





 

علي الأصولي

 

 

ذكر صاحب - أعيان الشيعة - ج٢ ص ٨١ - وصاحب روضات الجنات - ج١ ص ٨٢ –

 

 

قصة طريفة تحكي عن تواضع أحد أكابر فقهاء الشيعة ومبرزيهم بالفقه وهو الشيخ المقدّس الأردبيليّ [المتوفى ٩٩٣هـ] الذي كان فقيهاً متكلماً، عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم.

 

 

نقل في ترجمته أنه كان متواضعاً وممّا نقل أنه رآه أحد المؤمنين من زوار مدينة النجف الأشرف فلم يعرف أن هذا الشيخ هو المقدّس الأردبيليّ، فطلب من الشيخ أن يغسل ثيابه المتسخة بسبب طريق السفر!

 

 

الشيخ أخذ ثياب الزائر وغسلها بنفسه بدون أي تكبر أو تبطر، وجاء بنفسه بالثياب إلى الزائر حسب الوقت المتفق عليه في صحن أمير المؤمنين - عليه السلام - فسلمها إلى الزائر، أعطى الزائر أموالاً إلى الشيخ قبال غسله الملابس فامتنع الشيخ من أخذها.

 

 

فأخبر أحد الناس الزائر بأن هذا المقدّس الأردبيليّ، فوقع على الأرض معتذراً منه وأخذ الناس يلومون الزائر على فعلته.

 

 

فقال الأردبيليّ: لا بأس عليك، - إن حقوق إخواننا المؤمنين أعظم من أن يقابل بها غسل ثياب - انتهى النقل .

 

 

نعم : وأن تسرح في هذه النقولات التاريخية لتراجم علماء الشيعة الأمامية. وتشعر بالنشوة والفخر والطرب وتحاول في أقرب فرصة ان تروي هذه الحكاية وغيرها ذات الصلة في سبيل تدعيم فكرة التواضع العلماني خدمة للدين وشد الناس لمراجع تقليدهم وواجهاتهم الدينية.

 

 

وأنت في مثل هذه النشوة حاول أن ترجع وتستذكر حاضرك المعاصر مع محاولة ان تجد مصداقا لما تحكيه على بسطاء الشيعة وشيبتهم في - الدواوين - والتجمعات –

 

 

ان نستذكر انك عندما تريد أن تقابل زعيما دينيا أو مرجعا تقليديا كبيرا - تبقى في طور الانتظار وأخذ الأذن بالدخول إذ قد يكون شهر أو أسبوع أو أكثر أو أقل - وكل هذا الانتظار لا لغسل الثياب بقدر ما هو الركوع لتقبيل الأيادي وعتب الأبواب والى الله تصير الأمور.

 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات