هادي جلو مرعي
ليس مطلوبا من رئيس
الحكومة تقمص دور يوسف الصديق في إدارة الأزمة، وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل
التي تعترض سبيل الدولة، وترهق كاهل المواطنين الذين غالبا مايدفعون ثمن الظروف
الصعبة، وماتسببه من هموم ومتاعب، وقد تتحول المعاناة الى شراكة بين الفريقين،
فريق الشعب الذي ينتظر الحلول، وفريق الحكومة الذي تقع عليه مسؤولية الإبتكار،
وإيجاد السبل الأفضل للوصول الى معالجة ناجعة ونهائية لجملة المشاكل التي تم
تشخيصها، ولم يتبق سوى إتخاذ التدابير اللازمة للتعامل معها.
يقول الإمام علي عليه
السلام: الدخول في المشكلة خير من التفكير فيها.. فنحن في قلب المشكلة، وليس بعيدا
في عمر الزمن طريق العودة الطوعية الى الذاكرة العراقية التي تختزن مشاهد الصراع
مع تتظيم داعش، والتهديدات المتلاحقة للدولة العراقية أيام رئيس الوزراء حيدر
العبادي، فقد كانت هناك معارك وجود ضد التنظيم على مساحة الوطن، وكان التحدي
الإقتصادي لايقل خطورة عن سواه من التحديات، وملف العلاقات الخارجية الذي كان سببا
في صناعة فرص للتفاهم مع المحيط، وكانت هناك حاجة لمعالجة آنية، وأخرى بعيدة المدى.
حاجة لوقف تمدد داعش، وحاجة لإعادة هيبة الدولة وحضورها في ساحة المجتمع، وتدعيم
الملف الإقتصادي بالطرق الممكنة والسبل المتاحة، وإذا كان من تحد امني حسمته حكومة
السيد العبادي بسحق قوى التطرف فإن العلاقات الخارجية التي نوقشت مليا مع دول
مؤثرة يمكن أن تكون هي السبيل في هذه المرحلة لتغيير مواقف وإيجاد دعم على صعد
شتى، وهي ايضا مايعول عليه لإبقاء زخم وقوة النصر على الإرهاب، وايضا التأثير لجهة
الحصول على دعم إقتصادي، وتعاون مثمر مع القوى العظمى والإقليمية بمافيها الدول
العربية التي تمتلك القدرات سواء السياسية المفيدة في تقديم العراق من جديد في
محيطه العربي، أو القدرات الإقتصادية التي تدعم الأمن الإقتصادي، خاصة مع وجود دول
عربية تمتلك خبرات صناعية وزراعية، ولديها مؤسسات مصرفية، وشركات إستثمارية على
صعد شتى، ولديها الرغبة في الحصول على فرص في الداخل العراقي. وإذا كانت من
إجراءات مرحلية قاسية فلامناص من التماهي معها، وتقبل اعراضها المؤقتة بإنتظار
النتائج الكبرى المتوخاة.
واحدة من مشاكل
العراق أن الحكومة التي تلي تلعن سابقتها، بينما الصحيح أن تصلح الخطأ، وأن تبني
على الإجراءات الناجعة لتحقيق متطلبات ضرورية، وماقامت به حكومة العبادي يصلح مثلا
يمكن لحكومة الكاظمي البناء عليه.
0 تعليقات