آخر الأخبار

الانقلابات ما بعد ثورة ٢٣ يوليو








 

د.أحمد دبيان

 

لم تتوقف محاولات الثورة المضادة بعد قيام ثورة ٢٣ يوليو عن الانقضاض عليها ومكتسباتها من قوى اليمين والرجعية . كانت البداية مع ١٩٥٤ وما يتم ترويجه عن أزمة الديمقراطية وهى بالأساس كانت اختراق اخوانى لليسار المثالى ، داعمين الواجهة الجنرال محمد نجيب ، ولم يكن الامر بعيدا عن أصابع السفارة البريطانية ومخابراتها التى كانت تخوض معركة شرسة فى القناة ضد كتائب التحرير التى أنشأتها الثورة وتخوض مفاوضات شرسه مع رئيس الوزراء وقتها ، جمال عبد الناصر .

 

كاد الأمر ان ينتهي باعتقال ناصر وعامر وقتها .

 

ومع وجود محاولات مدعومة من الغرب بتمويل سعودى وبتنسيق من أسرة أبو الفتح للانقلاب ومنها محاولة العقيد زغلول عبد الرحمن جاءت البوادر الأخطر للانقلاب الثاني بعد انقلاب انفصال الوحدة عام ١٩٦١ والذى كان قائده من داخل مكتب المشير ، وحين حاول الرئيس جمال عبد الناصر ، إزاحة المشير عامر عن مؤسسة الجيش وتعيينه نائبا للرئيس فى منصب مدنى ، قاومه المشير وأنصاره ، واحتشد الكثيرون منهم ، ما اعجز الرئيس عبد الناصر عن تفعيل هذا القرار ، بل وقد تكشف حديثاً بإقرار العقيد عبد الكريم النحلاوى احد قادة انقلاب الانفصال ضد الوحدة أن الفريق فخرى حالياً جلال هريدى وكان احد رجالات المشير بأنه قال له أو لم تسبقوا انتم بالانقلاب لقمنا به نحن .

 

 

ظل المشير على رأس مؤسسة الجيش ما حدا بالقوى الدولية على اعتباره الرجل الأول مكرر.

 

وللإنصاف فان المشير عبد الحكيم عامر و رغم مسئوليته عن الهزيمة وقرار الانسحاب إلا أنه كان من القليلين الذين درسوا أركان حرب وكان حاصلاً على الماجيستير فى العلوم العسكرية .

 

فالقول انه جاهل أو بلا خلفية عسكرية أو تدرج قيادى يعوزه الدقة .

 

 

 

وبينما توقف البعض عن استكمال دراستهم العسكرية بعد البكالوريوس مثل الرئيس السادات ، سنجد أن الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عامر ممن حصلوا على دراسات عليا فى العلوم العسكرية.

 

 

 

اخطر محاولة انقلاب حدثت فى مثل تلك الأيام ، من قبل المشير ورجاله بعد العدوان عام ١٩٦٧ ، حين أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قرار التنحي الشهير وتعيين السيد زكريا محيي الدين وليس الرئيس السادات ليخلفه ، و استقالة المشير عبد الحكيم عامر .

 

 

 

كانت استقالة المشير عامر تعنى فقدان رجاله واصفيائه لنفوذهم وفى معرض الذكر كان جمال عبد الناصر هو من أستخدم تعبير مراكز القوى لوصفهم فى بيان ٣٠ مارس.

 

وبعد مسيرات الجماهير يوم ٩ و ١٠ يونيو لرفض التنحي ومبايعة الشارع مرة اخرى لناصر ليقود مسيرة التصدي للعدوان ، زين رحال المشير عامر له انه وكما عاد ناصر للحكم يجب ان يعود عامر للجيش .

 

حاول رجال عامر وكان منهم السيد صلاح نصر والسيد شمس بدران والعقيد جلال هريدى الذى تمت ترقيته الى رتبة الفريق فخرى فى عهد الرئيس محمد مرسى مندوب الاخوان فى مؤسسة الرئاسة بعد عام ٢٠١٢ تكريما له على دوره فى هذه المحاولة الانقلابية تكديس السلاح فى بيت المشير والقيام بحشود ومظاهرات داخل أسلحة الجيش للمطالبة بعودة المشير ، فى تماهى مع حشود جماهير الشعب فى ٩ و ١٠ يونيو .

 

 

 

فات هؤلاء ان الشعب وفى لحظات الخطر الأعظم كان يدرك بوعيه الغريزى ان هدف العدوان هو إسقاط ناصر ومكتسبات ثورة ٢٣ يوليو ، ولكنه ما كان ليقبل ان يظل عامر ورجاله على رأس الجيش والدماء لم تجف بعد فى سيناء .

 

 

صار بيت المشير ثكنة عسكرية وتحركت بعض القوات الموالية له ، لولا ان استطاع الفريق محمد فوزى والفريق عبدالمنعم رياض ، تأمين الجيش ومحاصرة المشير ورجاله وإحباط هذه المحاولة الانقلابية التى كانت تهدف لعزل ناصر وإرجاعه بشروط مع فتح قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية .

 

تم محاكمة المشير تنظيميا ، من قبل أعضاء مجلس قيادة الثورة ، ووضعه قيد الإقامة الجبرية كما حدث قبلاً مع الجنرال نجيب وهو ما لم يحتمله المشير مفضلا الانتحار.

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات