علي الأصولي
جاء في ترجمة آية الله الشيخ نجف أبو مهدي محمد طه ابن الشيخ مهدي محمد ابن
الشيخ محمد رضا ابن الشيخ محمد ابن الحاج نجف علي أن نجف علي التبريزي مولدا انتقل
إلى النجف واستقر بها وعرف بيته آنذاك ببيت نجف.
وولد المترجم له ( 1241ﻫ =1825م ـ في النجف الاشرف وتوفي1323ﻫ=1904م ).
ونقل عن مكانته العلمية أنه كان طويل الباع في العلوم الدينية والأدبية،
واسع الاطلاع في التاريخ واللغة والحكمة وأشعار العرب وغيرها، إلّا أنّه تفوّق في
الفقه والأُصول والحديث والرجال، وبرع فيها منتهى البراعة، وعُدّ في مصافّ أعلام
عصره النابهين.
وأبرز أساتذته:
١- خاله الشيخ جواد نجف .
٢- الشيخ مرتضى الأنصاري .
٣- السيد حسين الكوهركمري .
٤- السيد حسين بحر العلوم .
٥- الميرزا حسن الشيرازي .
وابرز تلامذته.
١- السيد صالح الحلي .
٢- السيد عبد الحسين شرف الدين .
٣- السيد حسن الصدر .
٤- الشيخ محمد جواد البلاغي .
٥- السيد محمد سعيد الحبوبي .
٦- الشيخ حسن ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر .
فقد آلت إليه المرجعية بعد وفاة الشيخ محمّد حسين الكاظمي رجع الناس إليه
في التقليد، لا سيما في العراق، وكان مرجعاً بارزاً في النجف الأشرف في أيّامه،
كما انتشرت رسالته العملية في البلاد العربية وإيران وغيرهما.
ونُقل عنه أنّه كان مثالاً للصبر والتحمّل في سبيل الله، حيث تعرّض خلال
حياته إلى ابتلاءات عظيمة وهي: فقدان البصر في أواخر عمره، وموت ولده الوحيد الشيخ
مهدي، فلم يظهر عليه الجزع، بل سلّم أمره لله وصبر حتّى قال: «اِمتُحِنتُ بثلاث: فقد
ولدي، وذهاب بصري، والرياسة» ـ أي المرجعية ـ .
ومن مؤلّفاته إتقان المقال في أحوال الرجال، الإنصاف في مسائل الخلاف،
الفوائد السنية والدرر النجفية، القواعد النجفية في مهمّات الفرائض المرتضوية،
إحياء الموات في أحوال الرواة، نعم الزاد ليوم المعاد، شرح منظومة السيّد بحر
العلوم، شرح كتاب الزكاة من الشرائع، الدعائم في الأُصول، عناء المخلصين، حاشية
على المعالم، حاشية على فرائد الأُصول، حواشي على اللمعة الدمشقية، حواشي على
مدارك الأحكام، رسالة في التقية، رسالة في الحبوة، كشف الحجاب عن استصحاب الكرية
ومطلق الاستصحاب.
تُوفّي(رحمه الله) في الثالث عشر من شوال (1323ﻫ) بالنجف الأشرف، ودُفن
بجوار مرقد جدّه لأُمّه الشيخ حسين نجف في الحجرة الواقعة عن يسار الداخل بالصحن
الحيدري للإمام علي(ع) من جهة باب القبلة. - انظر اعيان الشيعة –
حکی آية الله الشيخ راضي ( المتوفي سنة ١٣٤٠هـ) أن أأستاذه العلامة آية
الله الشيخ محمد طه نجف حکی له انه قال:
في سنوات سابقة ظهرت على ركبتي دمبلة . ولم تفلح المعالجة على الطريقة
الشعبية القديمة فاضطررت للسفر الى بغداد للمعالجة ، وكنت في يومها أعاني من
ضائقة مالية شديدة ، فأعانني في ذلك الخيرون من عائلة الشيخ محمد حسن - المعروف
بالكبة - وقاموا بمساعدتي مدة عامين هناك حتى برئت .
خلال هاتين السنتين كنت أكتئب كلما أمرّ بمخيلتي على ما مضى من عمري ،
إذ كنت أرأى قد مر في القيل والقال ، ولم أصل إلى درجة علمية رفيعة أو حالة
معنوية عالية ، ولم تكن لي من الناحية المعيشية نصيب استغني به عن مساعدة الآخرين
. فصرت أرى نفسي مصداقا لمن ( خسر الدنيا والآخرة ) إذ لم أجد لعمري ثمرة أسعد
بها قررت بعد الشفاء وقبل عودتي إلى النجف الأشرف أن أذهب إلى مدينة سامراء
لزيارة مرقد الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام). فألفت قصیدة خاطبتهما
بها وفيها لمحة من العتاب والشكوى ، أولها
يا أباة الضيم
ماهذا السكوت
عن عبيد كاد بالهم
يموت
وبعد وصولي إلى سامراء ، في ذات ليلة إذ كنت بين اليقظة والنوم سمعت
هاتفا يقول : (ونريد ) دلني حدسي انه يقصد الآية الكريمة : (ونريد ان نمن على
الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) وخطر بقلبي ان الهاتف
يريد بتلك الكلمة أن يواسيني ليريحني من كآبتي القاتلة ، ثم أخذني النوم حتى
جلست لصلاة الصبح ) .
ولما طلعت الشمس سمعت طارقا يطرق الباب ، فجئت واذا بالمرجع المجدد
الميرزا الشيرازي الكبير ( أعلى الله مقامه ) جاءني زائرا فجلسنا بعض الوقت ، ثم
سكت السيد الشيرازي مدة خمس دقائق وهو يتمعن في وجهي بدقة ، عندها تلا الآية : (ونريد
ان نمن على الذين - فتذكرت ما كنت قد رأيته في منامي البارحة وما خطر على قلبي من
أن القصد . الآية ، علما انني لم اخبر السيد الجليل عن حالي ولا عن منامي .
وبعد ذلك قد بلغ الشيخ محمد طه نجف رتبة عالية في العلم والفضل والمكانة
الإاجتماعية حتى لقب ب ( شيخ الطائفة في عصره ).
نعم: لولا عناية الله وحسن توفيقه لما وفق الشيخ نجف لفهم المطالب العلمية
من جهة ووصل إلى الزعامة الدينية في عصره من جهة أخرى حيث كان الوصول لهذه
المقامات بملاك العلم والتقوى.
0 تعليقات