كتب : شيماء إسماعيل
لا يعتبر الانتحار
بحد ذاته ، مرضا نفسيا منفصلا . بل هو عرض لأمراض و اضطرابات أخرى . لذا نجد أن أكثر
المرضى النفسيين المعرضين للانتحار هم :
الذين يعانون من الاكتئاب و القلق \ اضطراب ثنائئ
القطب \ اضطرابات الشخصية الحدية \ اضطراب ما بعد الصدمة \الفصام \ الإدمان \ اضطرابات
الشهية و اضطراب التوجهات الجنسية فى المراهقين و الشباب صغار السن .
فتأتى محاولة
الانتحار هنا كعرض مع أعراض جسدية و نفسية و سلوكية متفاوتة .
كما قد يتجه البعض
للانتحار بسبب ظروف و أحداث فجائية تحدث لهم مثل فقدان قريب بسبب الموت ، الطلاق ،
الانفصال او التعرض للعنف الأسرى و الجسدي ، التعرض للتنمر ، الشعور باليأس و
العجز و عدم الشعور بالقيمة إضافة إلى العزلة .
يزيد خطر محاولة
الانتحار أيضا عندما يكون هناك محاولات سابقة للانتحار ، أو إيذاء النفس و الآخرين
، أو وجود تاريخ من محاولات الانتحار بين أفراد العائلة .
تذكر جمعية علم النفس
الأمريكية ، أن 2% من الوفيات فى الولايات المتحدة هى بسبب الانتحار ، كما ان ثالث
سبب للوفيات بين صغار السن بعمر 10- 24 هو الانتحار .
إذا ما هى علامات الإنذار
التى علينا ان ننتبه لها فى سلوك و نفسية الآخرين و التى تنبؤنا باحتمالية اتجاه
الفرد للانتحار ؟
يوجد علامات متعددة أهمها
هى الحديث عن الموت ، و قد يكون هذا من خلال سرد خطه كاملة للانتحار مثل إطلاق
النار أو الحرق أو من خلال الحديث عن تصور للموت و البحث عن خطة لتنفيذ الانتحار .
حدوث تغير مفاجئ
بالشخصية ، الاتجاه للحزن أو زيادة العصبية و التوتر و انخفاض القدرة على التحمل ،
الغضب . كما نرى تغييرات فى السلوك مما يسبب مشاكل فى المدرسة أو العمل أو الروتين
اليومى .
إضافة الى هذا قد
تظهر صعوبات فى النوم ، تزيد ساعات النوم عن المعتاد أو تنقص عن المعتاد، تغييرات
فى عادات الأكل مما قد يسبب زيادة الوزن أو انخفاض شديد فى الوزن . قد يصل هذا الى
فقد السيطرة على السلوك و ينتج عنه محاولات إيذاء الذات أو الآخرين .
يضاف الى هذا ،
التخلى عن الممتلكات المحببة و الانسحاب من دائرة الأصدقاء و الهدوء الغير مبرر
بعد نوبة اكتئاب .
عندما تظهر هذه الأعراض
على المقربين لنا ، خاصة فى ظل وجود تاريخ مرضى أو محاولات انتحار سابقة علينا أن
لا نستهين بالخطر المحدق بهم و بالآخرين .
تتوفر حاليا خطوط
ساخنة للانتحار فى كل البلدان ، إضافة الى الاستشارات و الدعم النفسى فى العالم الافتراضي
و الذى يستطيع ان يكون منقذ لحياة الملايين .
كما يوصى بإبعاد الآلات
الحادة ، الأسلحة ، الأدوية القاتلة عن الشخص المعرض لمحاولة الانتحار ، لسلامته
الشخصية و سلامة الآخرين .
الحل الأفضل دائما ،
هو تسهيل وصول الشخص الى المختصين النفسيين و مراكز العلاج النفسى . حيث يوجد طرق
محدده للتعامل مع هذه الحالات ، و كيفية مساعدتها و تدريبها على مهارات التعامل مع
الضغوط و حل المشكلات بلا عنف أو إيذاء إضافة الى توفير العلاج الدوائئ تحت إشراف
الطبيب المختص عند الحاجة .
توفير الدعم الاجتماعي
من العائلة و الأصدقاء هو جزء مهم لاى شخص معرض للانتحار أو شخص حاول الانتحار و
فشل . الإنسان كائن يحتاج للحب و الانتماء و التقدير . لذا قد نستطيع إنقاذ
احباءنا من الموت ان تدخلنا لمساعدتهم فى الوقت المناسب و وفرنا الدعم الاجتماعي ،
النفسي ، الديني اللازم و لم نتجاهل الأعراض الذى يظهرونها ، تلك الصرخات المكتومة
التى تطلب الاستغاثة .
معالج نفسى
0 تعليقات