بالأدلة.. «جمال عبد الناصر» المؤسس الحقيقى لمصر الحديثة.
بقلم : أحمد رفعت
كان محقاً الرئيس السيسى وهو يقول بحسرة إن جمال عبدالناصر بنى ولم يحافظ
من جاءوا بعده على ما بناه!
وهذا المقال كل متكامل تربطه وحدة عضوية، ولذلك فإما أن تقرأه كله أو تتركه
كله..
الأصل فى الحكام أنهم خدم شعوبهم وليسوا أسيادهم.. يتولون المسئولية فى
لحظات يرتبها القدر لكن فى الأول والأخير من أجل تحقيق أمانى الناس أو على الأقل
وكما يقول تعريف «الشرعية» تحقيق أمانى الأغلبية منهم..
وقبل أن تتملك الكثيرين الدهشة خصوصاً بعد ما جرى لسنوات طويلة من تقديس
فترة والاستهانة بأخرى وتعظيم الأولى والضرب بكل المعاول فى الثانية إليكم ما لم
يقله أحد طوال السنوات السابقة وشغلوا الناس بقصص عن المعارك والحروب وما سموه «العنترية»..
فعلى مستوى بناء مؤسسات حديثة لدولة حديثة أسس جمال عبدالناصر فى فترة حكمه
الممتدة فعلياً من 1952 إلى 1970 المركز القومى للبحوث بشكله المعاصر وبأسسه
الحديثة واحتفل المركز قبل عامين باليوبيل الذهبى له 1956 2016 وكذلك التليفزيون
المصرى وكان الأول أفريقياً وكذلك استاد القاهرة وكان الأكبر عربياً وأفريقياً
وكذلك جهاز المخابرات العامة المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهيئة
الرقابة الإدارية والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء والجهاز المركزى للتنظيم
والإدارة والجهاز المركزى للمحاسبات بشكله الحديث وهو يختلف كلية عن ديوان
المحاسبة بشكلة البدائى الذى كان موجوداً من قبل!
فى هذه السنوات بُنى برج القاهرة وأنشئ كورنيش النيل الممتد من حلوان وحتى
شبرا الخيمة وكذلك الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ومدينة البعوث الإسلامية وما
جرى من تطوير فى الأزهر وضعه على خريطة علوم العصر وأيضاً المحكمة الدستورية
العليا التى سميت أولاً عام 1969 بالمحكمة العليا فضلاً عن عشرات المؤسسات العلمية
والبحثية الأخرى مثل المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية والمركز القومى
لبحوث البناء ومعهد الدراسات الأفريقية وغيرها وغيرها!
وعلى مستوى التصنيع والإنجاز الاقتصادى على الأرض ومع انطلاقة عصر التصنيع
الثقيل تأسست شركات ومصانع رمسيس للسيارات والحديد والصلب المصرية وكيما أسوان
والنصر للسيارات وراكتا للورق ومصر للألبان عام 1956، وليس كما يقولون إنها تمت
لتأميم أحد المصانع الموجودة من قبل الثورة حيث كان التأميم عام 1961!
وبخلاف مصر للألبان، وهى مفخرة مصرية كبيرة، كانت أيضاً بسكو مصر ومعها
شركة إدفينا، ثم النقلة النوعية الهائلة فى قها التى كانت عنابر للعصائر، ومعها
مؤسسة اللحوم فى الصعيد الممتدة من أسيوط إلى كوم أمبو، وكلها وفرت الغذاء الآمن
بسعره المناسب لجموع المصريين!
وفى عهده تأسست سماد أبوزعبل ومدينة الدواء فى أبوزعبل أيضاً ومعهما الشركة
القومية لتوزيع الأدوية وقد وفرت كلها 86% من احتياجات المصريين من الأدوية حتى
عام 1974.
وأيضاً مصنع الغزل والنسيج العملاق بدمياط ومثله فى شبين الكوم، الشهير
بمصنع غزل شبين، وطنطا للزيوت والكتان، وسماد طلخا، وشركة مصر العليا للغزل
والنسيج، التى أسست مجموعة مصانع للغزل والنسيج فى معظم محافظات الصعيد وهى غزل
الفيوم وكان يعمل به وحده 7 آلاف عامل، وكذلك غزل بنى سويف وغزل المنيا وغزل سوهاج
وغزل أسيوط وغزل قنا، وكذلك مصنع تجفيف البصل فى سوهاج وآخر بها للزيوت والهدرجة
ومصنع سكر إدفو وسجاد دمنهور الشهير، وتوسعات المحلة التى أضافت 32 ألف عامل
لصناعة الغزل، وكذلك إيديال للثلاجات وحلوان للصناعات الهندسية التى أعيدت بكفاءة
الآن ومعها سيماف لتصنيع عربات القطارات والمترو وترام الإسكندرية وبوجيهات
السيارات وولتكس بشبرا وستيا بالإسكندرية وإسكو للنسيج بشبرا أيضاً والنيل للأقطان
والنصر للتليفزيون بكورنيش المعادى وتليمصر للصناعات الإلكترونية بالهرم وبنها
للإلكترونيات، ثم الطائرة حلوان 300 بمحرك مصرى من طراز «إيه 30» أبهر العالم،
وكنا به حتى 1967 نتفوق على الهند فى صناعة الطائرات، وكذلك الطائرة القاهرة 200،
حتى إن اللواء محمود زغلول، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، قال قبل سنوات قليلة: «إننا
نعيش على مصانع الستينات»!
فضلاً عن المراجل البخارية العملاقة والنصر للمسبوكات والدلتا للحديد
ومفاعل أنشاص النووى وصواريخ باليستية من طراز القاهر والظافر والرائد ورغم
تشويهها والسخرية منها من إعلام الجماعة الإرهابية طوال أربعة عقود.
وفى عهده وفى طريق بناء الإنسان المصرى تأسست الوحدات الصحية الريفية،
ومعهد القلب بإمبابة، ومشروع التأمين الصحى الأول، الذى سخر منه الدكتور أحمد
عماد، وزير الصحة، ومشروع تنظيم الأسرة، ومنها ومعها حملات التطعيم ضد شلل الأطفال
وكافة الأمراض التى انتهت من مصر كالحصبة وغيرها، وكذلك هيئة الإسعاف المصرية،
ومعهد السمع والكلام، وفكرة العيادات الخارجية بالمستشفيات والزائرة الريفية!
وفى وعى الإنسان وتهذيبه وتثقيفه تأسست فى عهده أكاديمية الفنون بما يتبعها
ومنها معهد الفنون المسرحية ومعهد السينما واختصاراً معاهد الباليه والكونسيرفتوار
وأوركسترا القاهرة السيمفونى والمسرح القومى وفرقة الموسيقى العربية والفرق
القومية للفنون الشعبية ومسرح البالون ومركز الفنون الشعبية والمسرح الحديث، وكذلك
فرقة مسرح الجيب للأعمال التجريبية والسيرك القومى، الذى تم بالتعاون مع خبراء من
روسيا، وفرق الأقاليم المسرحية وقصور الثقافة وجوائز الدولة للفنون والآداب ومتحف
الحضارة والقبة السماوية بالجزيرة ومتحف مختار ومتحف محمد محمود خليل وقاعات
الفنون التشكيلية بباب اللوق وآخر بقصر النيل، وحتى للأطفال كان مسرح العرائس
بميدان العتبة، وفى عهده تم وضع حجر الأساس لمدينة الفنون الشعبية بأرض الأكاديمية
بالهرم، وفى عهده جرت أسطورة نقل معابد رمسيس الثانى إلى أبوسمبل وهى لوحدها تستحق
كتاباً مستقلاً وأيضاً مشروع الصوت والضوء بالهرم والأقصر!
ربما انتهت المساحة وربما اختصرنا لكن شعارنا أن نذكر فالذكرى تنفع
المؤمنين وتنفع الوطنيين وتنفع الباحثين عن الحقيقة بشرط التجرد التام لندرك
جميعاً الفرق بين من سعى لبناء مجد أسرة.. وآخرون سعوا لبناء مجد أمة!
0 تعليقات