عز الدين البغدادي
أثار كثيرا من
اشمئزازي مقالة كتبها شخص طائفي بغيض جدا قارن فيه بين الاهتمام المبالغ فيه بحالة
اللاعب أحمد راضي لدرجة تهيئة طائرة خاصة له مع اللا مبالاة التي انتهت بها حياة
اللاعب علي هادي، وفسر ما حصل بأسباب طائفية.
طبعا هذا الرجل طائفي
بامتياز وهو من جهة سياسية ولدت ونشأت وعاشت على قمامة الطائفية، وشاركت في تأسيس
النظام الطائفي الذي دمر العراق ولا زال منذ 2003.
الرجل حذف مقالته من
صفحته، وهو بأي حال تابع لا يرى إلا ما يراه أسياده الذين يدافع عنهم باستمرار ولو
على حساب وطنه.
لكن هذا لا ينفي وجود
فرق في التعامل، لكني أعتقد أن اللا مبالاة التي أنهت بها حياة علي هادي ترجع إلى
كونه شخصا بسيطا إلى حد ما ليس له حضور إعلامي وبالتالي فهو من عامة الناس لا
يستحق اهتماما، كما إنه ناقد بشدة للسلطة السياسية الفاسدة. أما احمد راضي فهو
شخصية لها حضورها الإعلامي الكبير وهو "سياسي" وهذا ما أرجو أن لا
ننساه، وبالتالي فهو جزء من المنظومة بعد 2003 بكل ما فيها. نعم يحسب لأحمد راضي
أنه قدم شيئا في السابق لبلده بخلاف الآخرين، لكنه بقي جزء من المؤسسة السياسية وأتذكر
ما قاله في لقاء تلفزيوني من أنه صرف نصف مليون دولار على حملته الانتخابية ووعده
جمال الكربولي أن يدفعها له إلا أنه لم يفعل. سبق لأحمد راضي ان قال في لقاء سابق
له أنه يعاني من مشاكل في صدره، وربما يفسر هذا الانتكاسة السريعة في صحته رغم كل
الجهود الكبيرة التي وصلت الى تهيئة طائرة خاصة له.
رحم الله الراحلين،
وكلنا أمام الموت سواء، لكن في ساحة ما قبل الموت يختلف الناس في سعيهم وفي
أوزانهم، واعتقد أن هناك فرقا بين شخص عارض السلطة الفاسدة وآخر شارك فيها..
اعتقد ان هناك مبالغة
في التعامل مع حدث وفاته رحمه الله، لدرجة أن أحد الإخوة اتهم إيران بالوقوف وراء
موته‼ وقال بأنه طلب في وصيته تشريح جثته حتى تكشف المؤامرة.
عموما أرجو أن لا
نكون عاطفيين إلى درجة تمنعنا من الرؤية الموضوعية للأشخاص وللأحداث، فنحن نحسر كل
يوم كفاءات طبية كبيرة وموظفين صحيين، ومواطنين معظمهم بالتأكيد من الفقراء، وأمس
توفي 88 مواطنا عراقيا بهذا الوباء، واحد من هؤلاء هو احمد راضي و87 لا يعرفهم أحد.
# صورة نادرة تجمع
احمد راضي وعلي هادي
0 تعليقات