زيد الذاري⇭
مجددا و عطفا على
الكثير مما سبق، يعود إلى الواجهة الصراع
بين الرأي الفقهي المنفرد و المُعتَرض عليه و بين النظام العام للحياة و
مقتضيات الزمن وروح العصر وموجبات الحكم وفقه الدولة العصرية والمعاصرة.
(الخمس) و ما آثاره من صدمة حضارية وفزع وطني
وما صاحبه من استنكار و استهجان واسع في الأوساط الشعبية و النخبوية في بلادنا وما
أحدثه من أصداء وما ينذر به من تداعيات ومخاطر؛ أعاد مجددا تسليط الضوء على جملة
اجتهادات فقهية فردية ضيقة الأفق تُفرض
على النظام العام و تحيل إثراء التنوع التاريخي إلى وحدة الرأي و الاستبداد به وإخضاع
المجتمع له .
نحن في ملتقى الوئام
الوطني كمجموعة سياسية يمنية وطنية ترى السلام المجتمعي والوئام الوطني هدفا
لأعمالها عبر أحياء المشتركات، ندين و
نستنكر و نعرب عن استهجاننا لشكل القانون الصادر و مسمياته و لمضمونه.
لسنا في حلقة درس
الفقه حتى نتجادل في أدلته و ترجيح رأى دون رأى، فالمقام مقام سلم أهلي ومواطنة متساوية و عيش
مجتمعي مشترك داخل بيئة متنوعة ومتعددة ولكنها متجانسة متماثلة ،متساوية الحقوق و
الواجبات، و هذا هو عهد إقامة الدولة و المصلحة العامة و هو مقدم على ما سواه كونه
مقصد من مقاصد التشريع، و لأجله تعطل حتى الواجبات المحكمات فضلاً عن مواطن خلاف
ومثيرات فتن وممزقاتُ نسيج وطني .
نجدد الإدانة لمثل
هذا القانون و لطريقة التفكير والذهنية الضيقة التي تقف وراءه و هذه النظرة غير
السوية وغير الرشيدة لإصدار قوانين لإدارة
الشأن العام و الخلط بين المعتقد الشخصي و الحق العام، كما نعيد التأكيد أن هذا
القانون حجر عثرة مفتعلة و غير شرعية أمام جهود إعادة السلام و طريق الوصول لدولة
المواطنة المتساوية و أنه يحمل طابعا عنصرياً غير قابل للتوافق مع روح الإنسان السوي
و لا مقتضيات الزمن، و هو أيضا يمثل فجوة
في السيادة الوطنية و تعريف الوطن ومعنى المواطنة ، فإقرار قانون يعطي ثروات
وطنية لأفراد سلالة منتشرين حول العالم و من جنسيات مختلفة، يفتح باب المقاضاة و
حق الطلب و التصرف.كما انه أيضا يمثل وقوداً إضافياً لنار الفتنة التي
تعصف بيمننا الحبيب ووطننا الغالي وشعبنا
الأصيل العظيم حاضرا ومستقبلاً .
نهيب بالجميع
مواصلة رفض هذا القانون غير الشرعي و عدم
الركون إلى التبريرات الركيكة المتنصلة منه و الإصرار على رفض هكذا سلوك و
واستمرار الضغط لإلغاء هذا القانون المسخ و إلزام الجهة الصادرة له بإبطاله
والاعتذار عنه . .
⇭رئيس ملتقى الوئام
الوطني
0 تعليقات