آخر الأخبار

من صفحات "الديمقراطية الأمريكية": عملية كوانتلبرو COINTELPRO لاغتيال المناضلين جسدياً أو معنوياً...




 

 

رسالة النيل

 

 

حسب لجنة تشيرش في الكونغرس الأمريكي عام 1976، أشرفت وكالة المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI على عملية كوانتلبرو بين عامي 1956 و1971، وكانت تلك العملية تقوم حسب التقرير الرسمي للكونغرس على سلسلة من المشاريع الخفية وغير القانونية (حسب القانون الأمريكي نفسه) التي تقوم على مراقبة واختراق وتشويه وتشتيت وتعطيل، وما عدا ذلك "تحييد"، المنظمات السياسية الأمريكية المحلية التي تعتبرها الـFBI منظمات مخربة!

 

 

 

وكانت تلك العملية تقوم على الإيعاز لعملاء وكالة المباحث الفيدرالية FBI الموكلين بمتابعة تلك المنظمات بما يلي:

 

 

- السعي لخلق صورة سلبية للمجموعات المستهدفة من خلال افتراء وإشاعة معلومات سلبية عن قادتها وعناصرها الفاعلة أمام الجمهور.

 

 

- العمل على تحطيم البنية التنظيمية الداخلية لتلك المجموعات.

 

 

- بذل الجهود لخلق حالات انشقاق فيها.

 

 

- إعاقة قدرة تلك المجموعات على الوصول للموارد العامة.

 

 

- إعاقة قدرة تلك المجموعات على تنظيم الاحتجاجات.

 

 

- إعاقة قدرة الأفراد على المشاركة في نشاطات تلك المجموعات.

 

(وهي مدرسة واحدة منذ عقود بجميع الأحوال لا شك في أنها قامت بتصدير "خبراتها" خارج الولايات المتحدة...)

 

ومع أن عملية كوانتلبرو استخدمت الاغتيال الجسدي المباشر للمناضلين أحياناً، فإن جل عملها انصب على ممارسة الحرب النفسية، من خلال تشويه سمعة المناضلين والمنظمات السياسية من خلال تزوير الوثائق وزرع التقارير الكاذبة في وسائل الإعلام عنهم، ومن خلال الإزعاج المتواصل للمناضلين، وسجنهم بتهم جنائية، وتوجيه المجرمين والبلطجية إليهم، وصولاً لاغتيالهم بتلك الطريقة.

 

 

وقد ذكر تقرير لجنة تشيرش في مجلس الشيوخ أن دافع الـFBI للقيام بكل هذا كان "حماية الأمن القومي، ومنع العنف، والحفاظ على النظام السياسي والاجتماعي القائم". ويمكن إيجاد التقرير المذكور بكليته على هذا الرابط:

 

http://www.intelligence.senate.gov/churchcommittee.html

 

 

ومن الأمثلة على نشاطات عملية كوانتلبرو التي افتضح أمرها رسالة من مكتب الـFBI في منطقة لوس أنجلوس في 6 أيار 1970 تطلب إذنا من القيادة بـ"تسريب معلومات" من خلال شخصية وهمية مختلقة عن ناشطة سياسية اسمها جين سبيرغ تعمل مع حزب "الفهود السود" وتقدم الدعم المالي له والزعم بأنها حملت طفلاً من أحدهم لتشويه سمعتها، ويقول التقرير بأنها "يجب تحييدها"!!! (انظر الصورة الأولى التي تظهر التقرير المذكور الذي أفرجت عنه لجنة تشيرش).

 

 

 

النظام الإمبريالي بالمناسبة يفرج دورياً عن مثل هذه الفضائح والممارسات المعيبة بعد أن تحقق غاياتها ليقنع الناس أنه دوماً في خضم عملية "مراجعة" و"تنقية للذات"، وأن الأمر يتعلق بشيء حدث في الماضي وأن النظام تعلم منه وتجاوزه... فهل نصدق هذا؟ أم أنها مدرسة في التعامل لا شك أن مدرسة الـFBI في كوانتيكو تلقنها لضباط المخابرات في الدول التابعة، ومنها بعض الدول العربية طبعاً؟؟؟

 

 

عموماً، على الرغم من الزعم أن عمليات الاغتيال غير القانونية للنشطاء توقفت عام 1971، فإن قتل النشطاء في ظروف غامضة لم يتوقف، ومن ذلك مثلاً لا حصراً عملية اغتيال الناشطة كارن سيلكوود Karen Silkwood في 13 تشرين الثاني عام 1974 التي احتجت على المفاعل النووي الذي كانت تعمل فيه، وقد وجدت كميات من البلوتونيوم المشع على شخصها وفي منزلها لمدة ثلاثة أيام قبل موتها بحادث سير غامض وهي في طريقها لمقابلة مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" لكشف ما تعرفه... إذ يبدو أن الإشعاع النووي لم يفعل فعله بسرعة كافية....


إرسال تعليق

0 تعليقات