يرد اسم فالح الفياض خمس مرات في وثائق الخارجية الأمريكية التي سربها موقع
ويكليكس. وقد يستغرب البعض ذلك بسبب كثرة المناصب التي شغلها. لكن العجب سيزول
عندما نعلم ان الوثائق تمتد الى عام 2010 وحينها لم يكن الفياض مهما كما هو الحال
عليه الآن.
الوثيقة الأولى برقية أرسلها السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر في آذار
2008 الى مقر وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص الصراع بين المالكي والجعفري على
زعامة حزب الدعوة.
شكرا جزيلا للأستاذ حسين محمد على ترجمته هذه الوثيقة.
1 – حزب الدعوة الإسلامي . ليس من المستغرب أن ينقسم حزب الدعوة الإسلامي
الذي يعتبر بمثابة السلف للأحزاب الشيعية السياسية الإسلامية .والفصيل المنشق
حديثا بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ، ضد المعسكر الصغير والغير مترابط الذي
يترأسه رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري . منذ ما يزيد عن سنة, الجناحان كانا
في صراع من أجل السيطرة على الحزب الذي يزداد حضوره أهمية في مجلس النواب ويترأس
ثلاث من مجالس المحافظات .
حزب الدعوة عبر عن عدم قدرته حل النزاع بشكل رسمي بين قيادة المالكي _ الجعفري
وذلك عن طريق إلغاء منصب السكرتير العام للحزب (محل الخلاف) خلال مؤتمر الحزب الذي
عقد في ابريل 2007 و تشكيل لجنة مكونة من 15 شخص لتحديد سياسة الحزب (قيادة جماعية)
, بعد قرابة العام من ذلك , ادعى مناصري المالكي بأن فكرة القيادة الجماعية قد
ساهمت بتوحيد الحزب.
بينما ادعى الجناح الممثل للجعفري بان المالكي والحلقة الصغيرة من الأعضاء
قد همشوهم ومارسوا السيطرة على سياسة الحزب من خلال عدم الشفافية بصناعة القرار, الإرث
الماضي السري للدعوة . أصر الجعفري ومناصريه على وحدة الدعوة (لحد الآن) ولكنهم
بحثوا بنشاط كبير من اجل بناء (اتجاه إصلاحي وطني) ذات قاعدة واسعة , الذي يبقي
الحركة بالبحث عن الأعضاء .
بينما يتوجه اهتمام العراقيين على انتخابات مجالس المحافظات , يظهر حزب
الدعوة كجمعية مقسمة ونخبوية مكونه من شخصيات طموحة أكثر من كونه حزب متماسك يملك
قاعدة مناصرين كبيرة , حيث أنها من المحتمل ستحتاج إلى تشكيل تحالف انتخابي
للتعويض .
مع تلك الصورة التاريخية العالقة في ذهن المجتمع الشيعي والمنظمة الضعيفة
نسبياً والتي تحتاج الى انضمام مليشيا كبيرة , يمكن للدعوة ان يستمر بتقديم
المرشحين لرئاسة الوزراء مستقبلاً الذين سيكونون ممتنين ومن ثم يسهل السيطرة عليهم
من قبل الكيانات الكبيرة التي تبحث عن الفساد وليس عن مسؤوليات الحكم الرسمي .
2 - تأسس الحزب في عام 1957 كحزب ذات قاعدة شيعية تهدف لإنشاء دولة إسلامية
, يتمتع حزب الدعوة الإسلامية بمكانة عالية بين أغلبية الشيعية العراقيين لجهوده
في معارضة حكم البعث وما تعرضت له كوادره من عقود من المعاناة عندما كانوا مسجونون
, معذبون , مقتولون و منفيون من قبل نظام صدام حسين .
أيضا كان لحزب الدعوة حصته من الانقسامات والانشقاقات خلال السنوات الماضية
. مؤسسوا الخصم السياسي الرئيسي الحالي (المجلس الأعلى الإسلامي في العراق) انشقوا
عنه في الأيام الأولى من عمر الحزب . في السنوات الأخيرة, انقسمت الدعوة مرة أخرى
الى خصوم ذات أيدلوجيات مختلفة وهذا الانقسام خلق (حزبا الدعوة) الموجودة اليوم : تنظيم
الدعوة وتنظيم العراق (من الآن فصاعداً سيتم الإشارة إليه باسم الدعوة في هذا
التقرير) .
يتبع
رابط الوثيقة:
0 تعليقات