آخر الأخبار

محاولة انقلاب ناظم كزار في الوثائق السرية الأمريكية (2)





 

رياض محمد

 

عدت اليوم الى وثائق موقع وزارة الخارجية الأمريكية. وفيها عثرت على هذه الوثيقة المرسلة في 1 تموز 1972 من قسم رعاية المصالح الأمريكية في بغداد - لم يكن للولايات المتحدة سفارة في بغداد بعد ان قطع العراق وباقي الدول العربية العلاقات الدبلوماسية معها في اعقاب حرب حزيران 1967- الى مقر وزارة الخارجية الأمريكية.

 

وفي البرقية يقول رئيس البعثة الامريكية في بغداد ان راديو بغداد اعلن في الساعة 8 مساء في 1 تموز عن احباط محاولة انقلاب نفذها مدير الامن العام ناظم كزار. وان البيان قال ان كزار دعا الفريق حماد شهاب وزير الدفاع والفريق سعدون غيدان وزير الداخلية ومسؤولين اخرين الى الغداء في 30 حزيران لحبسهم والسيطرة على السلطة.

 

وان الخطة فشلت واخذ كزار ورفاقه الوزيرين وفروا الى الحدود الايرانية. وقد تم اعتقالهم لكنهم تمكنوا من قتل حماد شهاب وجرحوا سعدون غيدان جروحا طفيفة. وقد بث الراديو والتفزيون قراءة للقران وحدد موعد جنازة حماد شهاب في 8 صباحا من يوم 2 تموز.

 

ويسود هدوء حذر بغداد الان في الساعة 11 ليلا من مساء ا تموز مع انتشار قوات الامن في المواقع الحيوية وبينهم الكثير من عناصر ميليشيا حزب البعث (يقضد الجيش الشعبي).

 

بدأت شائعات الانقلاب تتسرب في الصباح بعد تقارير عن اطلاق النار في الليل. وكان رئيس البعثة الامريكية في مطار بغداد لتوديع السفير الهولندي. وقد ربط رئيس البعثة بين اطلاق النار وحقيقة ان طائرة االبكر كانت متأخرة دون تفسير لمدة ساعتين وقد وصلت في الساعة 8 مساء 30 حزيران من زيارة دولة لبولندا وبلغاريا. وكان الاستقبال في المطار متواضعا على نحو غير عادي ولم يكن حماد شهاب ولا سعدون غيدان بين المستقبلين.

 

وهناك نظريات وشائعات كثيرة تدور الان لان القليل من المراقبين يصدقون بيانات الحكومة العراقية. اخبرني (المتحدث رئيس البعثة الامريكية) القائم بالاعمال الباكستاني ان طائرة البكر امرت بتأخير هبوطها حتى تأمين المطار وان طائرة عراقية مقاتلة كانت تستعد لاسقاط طائرة البكر. وعندما تم اكتشاف المؤامرة فرت الطائرة خارج العراق.

 

كما ان هناك شائعات عن مقتل مئات من الجنود وعناصر ميليشيا حزب البعث في اشتباكات عندما ارادت الميليشيا السيطرة على معسكر الرشيد , اكبر معسكرات الجيش العراقي في بغداد. واقرب تأكيد نملكه لهذه الانباء هي تقرير من ممرضة بريطانية تعمل في مستشفى في بغداد حيث سمعت في الساعة 1 ظهرا من يوم 1 تموز مكبرات الصوت تدعو الجميع الى البقاء بالواجب وارسل جميع الاطباء والممرضات الى مستشفى الرشيد العسكري.

 

تعليق: بينما لايزال من المبكر فهم مدى اهمية هذه الاحداث , فان هناك امور واضحة الان. الجنرالين حماد شهاب وسعدون غيدان كانا من اقرباء ومناصري البكر. كما انهما كانا اخر العسكريين في مجلس قيادة الثورة باستثناء البكر نفسه. وهكذا فان اي مؤامرة ضدهما قد تفهم على انها الخطوة ما قبل الاخيرة لاستيلاء صدام حسين والجناح المدني لحزب البعث على السلطة. وهذه المحطط شمل اغتيال الفريق حردان التكريتي في اذار 1971 ونفي الفريق صالح مهدي عماش في تشرين الاول 1971.

 

ولان سعدون غيدان لم يصب الا بجروح بسيطة ولان مخططي الانقلاب ومنفذيه سيحاكمون فان هذا التفسير (يقصد تورط صدام بالمحاولة الانقلابية) غير مرجح او ان المؤامرة فشلت فشلا ذريعا.

 

وربما تكون صدفة ان الوزراء الاكراد الاربعة كانوا ايضا غائبين عن استقبال البكر في المطار. وربما لا يجوز نفي ارتباط الشأن الكردي بصراعات حزب البعث الداخلية لان القضية الكردية اتارت انقسامات بين القادة العسكريين والمدنيين.

 

تبدو بغداد هادئة الان في الساعو الثامنة صباح 2 تموز باستثناء حشود المعزين في جنازة حماد شهاب.

 

لاوري (على الاغلب رئيس البعثة الامريكية في بغداد)

 

 محاولة انقلاب ناظم كزار في الوثائق السرية الأمريكية (1)


إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. امريكا لديها كافة المعلومات لمقتل وزير الدفاع العراقي واصابة سعدون غيدان وان صدام حسين هو المتورط مع ناظم كزار في تصفيتهم وان الغرب يعلم بكافة التفاصيل حيث كان سعدون غيدان يعالج في احدى مستشفيات لندن قبل وفاته

    ردحذف