حامد المحلاوى
الحــــل : لا مفر من
تركيز الجهود لإيجاد وسيلة عملية لاستخدام مياه البحر التي لا تنضب ..
الموضوع :
صدقني المشكلة ليست
في سد إثيوبيا فالحل فيها قادم قادم .. القضية أننا سنعاني شح المياه حتى لو حصلنا
على حصتنا بشكل كامل بسبب الزيادة السكانية المضطردة كل عام .. فال 55 مليار م3
تكفي ل 55 مليون مواطن حسب المعايير العالمية التي تقول إن نصيب الفرد من المياه
العذبة يجب أن يكون 1000 م3 سنويا .. هذا يعني أننا نحصل الآن على نصف المعدل
العالمي فقط .. أي أننا داخل خط الفقر المائي منذ زمن حتى لو حصلنا على حصتنا
كاملة بعيدا عن مشكلة سد إثيوبيا تماما ..
الدراسات العالمية
تقول القطاع الزراعي وحده يستهلك أكثر من 84 % من حجم المياه العذبة .. الدول
المقتدرة التي تعاني شح المياه اتجهت إلى عملية تحلية مياه البحر لكنها وجدت أنها
باهظة الكلفة وأمر غير مجدي ولا اقتصادي بالمرة كي تستخدم في الزراعة .. وهو ما
يفسر توقف السعودية عن زراعة بعض المحاصيل التي صاحبها حملة دعائية ضخمة كالقمح ..
أيضا الاتجاه إلى الاعتماد بشكل مكثف على المياه الجوفية العذبة فسيكون لمدة معلومة
محددة تنضب بعدها ..
بالطبع العلم لم
يتوقف فظهرت أفكار جديدة مبتكرة منها :
- استخدام المياه
المالحة لري بعض أنواع النباتات والمحاصيل عن طريق خلط المياه العذبة بنسبة 10% فقط
بمياه البحر خصوصا في الصوب الزراعية لهدف التخفيف من ملوحتها بما يجعلها صالحة
للزراعة مع نوعيات معينة من محاصيل لها قدرة على تحمل نسبة عالية من الملوحة وفي
الوقت نفسه تقلل كثيرا من كلفة استخدام تحلية ماء البحر الأمر وهوالذي قد يؤدي إلى
خفض التكلفة الكلية .. هذه الأبحاث تقوم بها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية
( السعودية ) ووصلت فيها مراحل متقدمة جدا ..
- في مصر قطعنا شوطا كبيرا في
هذا المضمار ولنا أبحاث علمية عديدة وحلولا مبتكرة من أهمها الابتكار المهم
للمهندس الميكانيكي عادل أحمد سعد الذي طور منظومة ذات كفاءة عالية لتحلية مياه
البحر وفصل الأملاح عنها تمتاز بانخفاض استهلاكها للطاقة بالإضافة إلى أنها صديقة
للبيئة ..
تمكن من خلالها تحويل
ما نسبته 96.5 % من ماء البحر إلى ماء عذب بالإضافة إلى استخلاص جميع الأملاح
الموجودة فيه وهي كربونات الكالسيوم وكبريتات الكالسيوم وكلوريد الصوديوم وكبريتات
المغنسيوم وكلوريد المغنسيوم وكبريتات البوتاسيوم وبروميد المغنسيوم وإنتاجها
بصورة نقية تصلح للاستخدامات الغذائية والزراعية والطبية والصناعية.. بلغ
سعرالأملاح التي تنتج عن تحلية 6 م3 من مياه البحر بما يقرب من 85 دولار ويعد
عائدًا اقتصاديًا كبيرًا .. أي أنه حقق هدفا مزدوجا .. مياه عذبة + أملاح مهمة ..
ثقتنا في مراكز
البحوث عندنا عموما لا حدود لها .. فماء البحر لن ينضب وإذا ما وجدنا تقنية عملية
تتيح لنا استخدام مياه البحر في الزراعة والاستخدامات الأخرى فسيكون أمرا متصلا
بحياتنا بشكل مباشر .. الجهود التي قامت بها الدولة للحفاظ على المياه وإعادة التدوير
للاستخدام أكثر من مرة جهود مقدرة بلا شك لكن الأمر يفوق هذه الجهود ولا بد من
إيجاد حلول مبتكرة تتيح لنا الحصول على المياه بكميات أكبر بكثير مما هو متاح الآن
وبكلفة محتملة معقولة تضمن الاستمرارية ..
....... إذن المشكلة
ليست في سد إثيوبيا على الإطلاق .. هي أكبر من ذلك بكثير ! ..
0 تعليقات