آخر الأخبار

القائد الحقيقى والقائد المزيف






 

د. محمد إبراهيم بسيوني

 

 

هناك نوعان من القادة في هذا العالم: القائد الحقيقي والقائد المزيَّف.

 

القائد الحقيقي هو الذي يستمد قوّته من قوة من يقودهم وشجاعتهم لذلك هو يسعى وبشكل منهجي منظَّم إلى تقويتهم وبث الشجاعة في قلوبهم. أما القائد المزيَّف فيستعير قوَّته من ضعف من يقودهم وخوفهم لذلك هو يسعى وبشكل منهجي منظَّم إلى إضعافهم وبث الخوف والرعب في قلوبهم.

 

 

القائد الحقيقي يؤمن بالناس، يؤمن بكرامتهم وتميُّزهم وطاقاتهم ومواهبهم، يؤمن بهم إلى درجةٍ تدفعهم إلى الإيمان بأنفسهم. القائد الحقيقي كالمرآة التي تعكس أفضل ما لدينا من صفات؛ المرآة التي ننظر فيها فنرى أنفسنا كباراً وشجعاناً وأقوياء. أما القائد المزيَّف فلا يؤمن بالناس ولا يؤمن بكرامتهم ولا بقيمتهم، إنه يعامل الناس كأشياء ولا يعاملهم كبشر وهو كالمرآة التي تعكس أسوأ ما فينا من صفات فعندما ننظر فيها نرى أنفسنا صغاراً وجبناء وضعفاء.

 

القائد الحقيقي يرحب بالنقد ويشجع عليه ويشكر من يأتي به ولا يعتبره تهديداً له لأنه يستمد شعوره بالأمن من داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه ومع الآخرين. أما القائد المزيَّف فيجعل نفسه إلهاً لا يُنتقد، إنه يخاف من النقد ويعتبره تهديداً له ويعاقب من يأتي به لأنه لا يستمد شعوره بالأمن من داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه ومع الآخرين، بل يستمد هذا الشعور من الخارج؛ من المنافقين الخائفين المحيطين به، من مدحهم وإطرائهم وتصفيقهم وهتافهم.

 

 

القائد الحقيقي يحيط نفسه بـِ(بطانة الخير) برجالٍ يشبهونه في الصدق والشجاعة واحترام الناس، أما القائد المزيَّف فيحيط نفسه بـِ(بطانة السوء) برجالٍ يشبهونه في الكذب والجبن واحتقار الناس.

 

 

القائد الحقيقي ينظر إلى القيادة على أنها خدمة للناس و تلبية لحاجاتهم، أما القائد المزيَّف فينظر إلى القيادة على أنها استعباد للناس وتسخير لهم.

 

 

القائد الحقيقي متواضع إلى درجة الخجل وشجاع إلى درجة التضحية بنفسه في سبيل من يقودهم؛ يصف المؤلف جيم كولينز صاحب كتاب Good To Great القادة الحقيقيين بقوله: (إنهم خائفون وشرسون في الوقت نفسه، خجلون وجريئون في آن واحد).

 

بقي أن أقول أن القائد الحقيقي يمكن أن يكون أباً في بيته أو مدرساً في صفه أو مديراً في مؤسسته أو وزيراً في وزارته أو رئيساً في دولته.. ما أحوجنا اليوم إلى القادة الحقيقيين في كل مكان.

 

 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات