رسالة النيل -
متابعة
منذ 2012 نشر الدكتور
على زكى أستاذ الفيروسات والميكروبيولجى بكلية الطب جامعة عين شمس بحثا عن نوع
خطير من فيروس كورونا بـ " ميرس" وهو نوع له القدرة على الإصابة ويبلغ
نسب الوفاة فيه الى 50% ....
فما هى واقع هذا
الاكتشاف ...؟!
ولما كان فيروس «ميرس»
هو أحد أنواع فيروسات كورونا، كان يجب علينا التوجه لمكتشف هذا الفيروس
وهو الدكتور علي زكي
أستاذ الفيروسات والميكروبيولوجي بكلية الطب جامعة عين شمس، الذي اكتشف هذا النوع
من الفيروسات عام 2012 إبان إقامته في المملكة العربية السعودية، ثم عاد الي مصر
ليستكمل رحلته في اكتشاف الفيروسات الخطيرة والتحذير منها.
ويري الدكتور «علي» أن
من مصلحة الفيروسات أن تتجاهلها الحكومات لتجد تربة خصبة للانتشار والنمو، وأكد أن
فيروس ميرس يعد من أخطر الفيروسات حيث إن نسبة الوفيات به تصل الي 50٪ في حين أنها
في سارس تصل الي 10٪ فقط.
وعن قصة اكتشاف فيروس
كورونا يقول: في عام 2012 كنت أعمل في أحد المستشفيات بالمملكة العربية السعودية
حيث دخل المستشفي مريض يعاني من التهاب رئوي حاد مع بدايات فشل كلوي، وكان ذلك في 13
يونية عام 2012، ورغم أن المريض البالغ من العمر 60 عاما لم يكن يعاني من أي أمراض
مزمنة إلا أن حالته الصحية كانت تتدهور، قمنا بتحليل عينات دم بصفة مستمرة، وأثبتت
التحاليل خلوه من فيروسات الإنفلونزا والفيروسات الأخرى المتعارف عليها، فقمنا
بعمل مزرعة فيروسية وبكتريا لعينة «بصاق» وخلال مرحلة انتظار نتائج التحاليل
والمزرعة كانت حالة المريض تسوء أكثر وأكثر حتي أنه توفي بعد 10 أيام، وجاءت نتيجة
المزرعة لتؤكد وجود فيروس غريب في العينة المأخوذة من المريض، بدأنا فحص هذه
الفيروسات إلا أنها لم تكن لأي فيروس من الفيروسات المعروفة وبما أن شكل الفيروس
كان قريب الشبه لأحد الفيروسات التي تسمي «بارابميكو» إلا أنه ليس هو لذلك بدأنا
في التفكير في الفيروسات قريبة الشبه منه، ومنها فيروس كورونا، ولكن الاحتمالات
الأولية جعلتنا نستبعده نظرا لصعوبة نموه ولكن المنهج العلمي كان يحتم علينا اتباع
كافة الاحتمالات حتي النهاية وبالفعل أرسلت عينة من الحامض النووي للفيروس لأحد
المعامل في هولندا، وتأكدنا بالفعل أنه فيروس كورونا، في نفس الوقت كنا قد أرسلنا
عينة أخري لمعامل وزارة الصحة بالسعودية فأكدت أنه ليس فيروس الإنفلونزا وفي 15/9/2012
تم قطع الشك باليقين وتأكدنا أن المريض المتوفي كان مصابا بفيروس كورونا، فقمت في 20/9
بنشر بحث حول هذا الفيروس وظهوره في إحدي الحالات في المملكة علي أحد المواقع
العلمية، وفي اليوم نفسه دخل مريض قطري أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، وهو
مصاب بأعراض مشابهة لتلك الأعراض التي كان يعاني منها المريض السعودي، وكانت
مهمتهم في لندن أسهل، حيث تم تحليل الفيروسات الموجودة في عينة هذا المريض وتبين
أيضا أنه مصاب بكورونا، وخرجت نتائجه إيجابية.
وهل واجهتك مصاعب
عقب هؤلاء الإعلان؟
- نعم حتي إنه تم التحقيق معي
هناك، حول نشري في المواقع الطبية عن وجود هذا الفيروس وتم إنهاء عقد عملي في
المملكة وكنت وقتها في إجازة في مصر، ورغم أنني تمكنت خلال رحلة عملي هناك من
اكتشاف العديد من الفيروسات منها الفيروس المسبب لحمي الضنك عام 1994 وفيروس حمي
التريفية الذي يخرج من الماعز والخراف ليصيب البشر عام 1996، ويؤدي الي ارتفاع
درجة الحرارة وانخفاض الصفائح الدموية والتهاب الكبد إلا أن كل هذا لم يشفع لي وتم
إنهاء تعاقدي.
وماذا عن فيروس
ميرس؟
- هذا الفيروس هو نوع من أنواع
فيروسات كورونا وهي فيروسات تاجية الشكل، لذلك أطلق عليه هذا الاسم المشتق من كلمة
Crown أي تاج بالانجليزية ويصل عددها الي 1500 نوع، 6 أنواع منها فقط
تصيب البشر وهي OC43 و 229E9
وهي فيروسات ضعيفة تصيب الإنسان بنزلات برد خفيفة أعراضها لا تزيد علي الرشح
والزكام وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
وثالث نوع هو سارس
وهو الوباء الذي ظهر في الصين عام 2003 والرابع NC63
والخامس Hq1 والسادس هو ميرس، وهو أخطر هذه الأنواع حتي أخطر من سارس ذاته،
لأن نسبة الوفيات نسبية تصل الي 50٪ بينما هذه النسبة في سارس لا تزيد علي 10٪
فقط، وأصل هذا الفيروس موجود في الخفافيش وانتقل منها للحيوانات خاصة الجمال ومنها
للإنسان.
ما أعراض الإصابة
به؟
- مثل كل فيروسات هذه
المجموعة الأعراض تشبه الي حد كبير أعراض الإنفلونزا في البداية وتتطور الحالة
ليصاب المريض بالتهاب رئوي حاد مصحوب بفشل كلوي وتزيد مخاطر هذا الفيروس أكثر مع
الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، أو الحوامل أو كبار السن حيث إن الفيروس يصيب
الشعيرات والحويصلات الهوائية مكونا صديدا وسوائل في الرئة تمنع تبادل الغازات
وبالتالي يحدث فشل في التنفس وتليف في الرئة.
هؤلاء الأشخاص أكثر
عرضة للتعامل مع المصابين بهذه الفيروسات وغالبا لا تكتشف الإصابة بها مبكرا، ففي
البداية يظن المريض أنه مصاب بإنفلونزا ويهمل العلاج، وبالتالي تتطور الحالة وتسوء
أكثر وفي المستشفيات عادة لا يتم اتباع قواعد مكافحة العدوة بشكل سليم مثل ارتداء
الكمامات والقفازات أثناء التعامل مع المرض وبالتالي تزيد الإصابات بين هؤلاء،
وهذا الكلام ينطبق أيضا علي بكتريا مرسا التي تصيب بعض المرضي وتنتقل منهم
للمتعاملين معه، لذلك يجب اتباع القواعد الصحية لمكافحة العدوي عند التعامل مع
المرض وغسل اليدين جيدا بعد التعامل مع أي مريض.
وماذا عن العلاج؟
- المشكلة أن معظم هذه الفيروسات
لا يوجد لها علاج حاسم ومازالت الأمور في طور التجريب، فعند ظهور سارس حاول
الأطباء استخدام «ريبافيرين» لكنه لم يأت بنتيجة و«التاميفلو» في الإنفلونزا لا
يأتي بنتيجة إلا عند استخدامه خلال 48 ساعة فقط من الإصابة بالفيروس، أما فيروس
ميرس فمازالت الأدوية في مرحلة التجريب ومنها الأنترفيرون وأدوية منع اندماج
الفيروسات مع خلايا الجسم، ولكن هذا كله مجرد محاولات ونتائجها ليست نهائية حتي
الآن.
كذلك هناك شركات
تحاول إنتاج أمصال أو تطعيمات ضد هذه الفيروسات من خلال عزل الحامض النووي للفيروس
ولكن هذه كلها محاولات مكلفة جدا، ولم تخرج نتائجها للنور حتي الآن.
وإلي أن تنتج
الشركات أمصال ضد هذه الفيروسات بماذا تنصح؟
- في حالة إصابة أي
مواطن بالتهاب رئوي لابد ألا يتعامل مع الإصابة بتهاون لأنه قد يكون مصابا بفيروس
خطير، من هنا يجب التوجه للمستشفي بسرعة وإجراء الفحوص اللازمة بسرعة تشخيص الحالة
يجنبها الكثير من المخاطر، وتجنب المخالطين لها العدوي، كذلك فعلي الحكومات
التعامل مع هذه الفيروسات بكل شفافية، فمن مصلحة الفيروسات أن تتجاهلها الحكومات
لتجد تربة خصبة للانتشار فإذا أعلنت الحكومة عن وجود فيروس معين سيحاط الجميع منه،
أما التعتيم فيؤدي الي مزيد من الانتشار وبالتالي يحدث الوباء الذي يخشاه الجميع
وتكون العواقب وخيمة.
0 تعليقات