محمد كاظم خضير
عندما تمّ تشكيل
الحكومة الحالية قالت عن نفسها إنّها حكومة مواجهة التحدّيات، وإنّها حكومة
الكفاءات، والبعيدة عن المحاصصة والكيدية وتتمتّع بكل الاستقلالية, ولقد طلبت قوي
سياسية مهله من أجل البدء بتسجيل الإنجازات، وفعلاً أعطاها المتظاهرون المحتجون،
والقوى السياسية وحتى الخارج المهتم بالعراق هذه المهلة, منتظراً العمل من أجل
إصدار الحكم.
غير أنّ هذه الحكومة
كشفت عن وجهها الحقيقي, فتبيّن أنّها حكومة محاصصة سياسية بين أطراف تقدّموا بوجوه
في ظاهرها مستقلّة، لكنها في حقيقيتها وجوهرها مرتبطة بشكل من الأشكل بقوى السلطة.
كما كشفت أنّها تعمل بكيدية مع الأطراف السياسية ومع الشارع ، فضلاً عن أنّ بعض
وجوهها لا يتمتّع بأي كفاءة, في حين يتمتع البعض الآخر بكفاءة مشهودة.
يخرج متحدث الحكومة
بعد مضي مئة يوم على نيلها الثقة ليؤكد على أنّ حكومته أنجزت الكثير من الوعود
التي قطعتها للناس ماذا أنجزنتتم للناس خلال في الحكومة خاصة في الموضوع المالي
الاقتصادي الذي يؤرّق الناس؟؟ ونحن بدورنا من سنصدّق رئيس الحكومة الذي يحدّثنا عن
الانجازات أم الشعب الذي يسال عنها؟؟ والحقيقة أنّ الأوضاع التي وصلنا إليها هي
التي تشرح وتوضح لنا إذا كانت الحكومة قد أنجزت أم لا؟!
الوضع المالي
الاقتصادي الذي بات فيه سعر النفط العراقي في الحضيض يشرح لنا ما أنجزته الحكومة
وتأخر رواتب الموظفين . وهنا تبدأ تراجيديا طويلة ومعاناة لا تنتهي للمواطنين جراء
ما يتصل بهذا السعر وانعكاسه على مجمل الأسعار الأخرى.
أمّا تراجع تزويد
المنازل بالتيار الكهربائي فتلك قصة أخرى تنبئك عن إنجازات الحكومة، ويضاف إليها
ارتفاع أسعار اجور المولدات الكهرباء الخاصة لتزويد المنازل بالتيار وتأخر الرواتب.
الناس وصلت إلى حالة
اختناق جراء هذا البطالة ، وهذه السياسات غير المجدية، ولم يعد لها طاقة أو قدرة
على التحمّل، والحكومة تحدثنا عن إنجازات، وتلقي باللائمة على الحكومات والعهود
السابقة، وتحمّل المواطنين المسؤولية إذ عليهم أن يكتفوا بالقليل دون إعلان غضبهم.
كلاً أيّها السادة،
الناس لم يعد لديها قدرة على التحمّل. لم يعد لديها قدرة على البقاء والصمت، وأنتم
لا تملكون مفتاح الحلّ حتى الآن. أنتم تبيعون الناس الأوهام، وتغرقون أكثر وأكثر
في محاصصاتكم ومشاريعكم الخاصة، وبالتالي فقدتم ثقة الناس بكم، لذا عليكم الرحيل،
نعم الرحيل. ماذا تنتظرون؟
مزيداً من الانهيار
والتراجع والغرق؟ أم حرباً أهلية لا تبقي ولا تذر؟ آن لكم أن تدركوا ذلك، وأن
تريحوا العراقيون منكم ومن سياساتكم المشؤومة، فمن حق هذا الشعب أن يعيش بكرامة
وأن تتوفّر له كل المقومات التي تعيده إلى المكانة التي كان يعيشها، فماذا
تنتظرون؟؟
0 تعليقات