آخر الأخبار

قريبا من السياسة : الوجه الآخر للعقل السياسي الفقهي الشيعي!

 

 

 

 

علي الأصولي

 

 

ربما أن أهم الأسباب التي دعت فقهاء الدين على أيام الثورة العشرينية وامتدت خطوطها لحد يوم الناس هذا. للتقاطع مع المفاهيم السياسية وعدم مراعاة كبرى المعادلات الدولية والإقليمية هي فكرة - الانتظار في زمن الغيبة الكبرى - وعدم ضرورة بل حرمة قيام دولة شيعية بأيد الفقهاء. وذلك لوجود مبررات فقهية ذات أصول كلامية مبنية على بعض المرويات المعصومية.

 

 وهذه النظرة الفقهية الكلامية الشيعية جعلت من الشيعة في حال ارتباك قديما وحديثا عند المسلك المشهوري الفقهي.

 

فالفقيه محرج بين مبانية التي قيدت مساحة حركته من جهة وضغط الواقع المفروض من جهة أخرى. ومن الأسباب هو عدم قراءة الخارطة السياسية ومدارس السياسة الأوربية والغربية مع طبيعة اقتصادها المبني على الأيديولوجية السياسة. وجل الاهتمامات هو في الجانب الفقهي والأصولي والعقدي ونحو ذلك.

 

 

ولك أن تستكشف السذاجة - مع حسن نواياهم الطيبة أكيدا - في قصة نقلها الدكتور علي الوردي في مصنفه - لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ج٥ القسم الأول ص 122 - فقد نقل المرحوم حادثة عن لسان البوشهري تعكس حجم الأزمة آنذاك التي كانت تعاني منها العقلية الدينية أثناء عملية تأسيس الدولة العراقية إذ نقل ما نصه:

 

في محاولة الانكليز لاسترضاء الشيعة قاموا بتعين الميرزا محمد البوشهري كحاكم في كربلاء وقام الرجل بإنشاء الكثير من المشاريع العمرانية والثقافية وغيرها .

 

لكن كانت ردة فعل المواطنين على هذه المشاريع سلبية جدا ولم يكونوا راضين عنها مطلقا حيث قام الرجل بزيارة المرجع الاعلي في ذلك الوقت السيد الشيرازي (1919 م) لكنه صدم بالنقد الشديد الذي وجهه له الشيرازي حيث قال له بالحرف الواحد :إن الانكليز إنما عينوك حاكما في كربلاء لكونك شيعي، وبذلك أرادوا استرضاء الناس ،لكن تبين اخبرا أن الناس غير راضين عنك . ثم اخذ الشيرازي يعدد المساوئ وهي أربعة:

 

 

أولا: انه جلب الماء إلى البلدة بالأنابيب .

 

ثانيا: انه فتح مدارس لتعليم اللغة الانكليزية.

 

ثالثا: انه فتح مدارس للبنات .

 

رابعاً: وأخيرا جاء بالكهرباء وهي مغلفة بشحم الخنزير . انتهى.

 

لك ان تتخيل المساؤى التي ذكرت ولا من تعليق عندي سوى الحوقلة والى الله تصير الأمور.

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات