آخر الأخبار

شهادة مسلم بن عقيل وعلم الغيب




 

 

عز الدين البغدادي

 

يدعي الغلاة في رواياتهم الموضوعة وادعاءاتهم الواهية أنّ الأئمة (ع) يعرفون الغيب، وأنهم يعرفون كل شيء ولا يخفى عليهم أي حدث مهما كان صغيرا.

 

ومن الأدلة على خطأ دعواهم هو أنه في مثل هذا اليوم وهو يوم التروية الثامن من شهر ذي الحجة سنة 60 هـ استشهد سفير الحسين (ع) مسلم بن عقيل، وفي نفس هذا اليوم خرج الحسين (ع) من مكة متجها إلى الكوفة بعد أن بلغه كتاب مسلم بن عقيل باجتماع الناس على تأييده ونصرته، وهو الكتاب الذي وصل قبل أيام..

 

خرج في مثل هذا اليوم فكان خروجه يوم مقتل مسلم، ولم يعلم بأمر انفضاض الناس عنه ومقتله إلا بعد أن قطع مراحل من الطريق.

 

 

وليس هذا فقط، بل لقد أرسل الحسين وهو في الطريق رسولا منه هو قيس بن مسهر الصيداوي في كتاب إلى أهل الكوفة، ومما جاء فيه:....

 

 

فإن كتاب مسلم جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألتُ الله أن يحسن لنا الصنع، وأن يثيبكم على ذلك أحسن الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية.....

 

بعث الكتاب وقد مضى زمن على قتل مسلم حتى وصل قيس فوجد الأمر على غير ما يرجو، وقد اعتقل قيس وقتل أيضا.

 

والخبر معروف.

 

بل لقد ذكر المفيد الخبر في كتابه "الإرشاد" فقال: …. ولما بلغ الحسين عليه السلام الحاجر من بطن الرمّة (اسم مكان)، بعث قيس بن مسهر الصيداوي، ويقال: بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر إلى أهل الكوفة، ولم يكن عليه السلام علم بخبر مسلم بن عقيل رحمة الله عليهما.

 

 

وهذا تصريح منه ونص على عدم علمه بما حصل، وهذا دليل من أدلة كثيرة على كذب دعاوى الغلاة، وضعف أدلتهم وعدم وجود رؤية منطقية عندهم.


إرسال تعليق

0 تعليقات