آخر الأخبار

مسبار الأمل… وقانون قيصر





 

عز الدين البغدادي

 

 

أفرح عندما اسمع عن اي دولة عربية أو إسلامية أو نامية تحقق نجاحا وتتجاوز مشاكلها وتوفر عيشا أفضل لمواطنيها، لكن سأتكلم في خصوص الوضع العربي.. أمس أعلن في الإمارات عن إطلاق مسبار الأمل الى المريخ، ليقطع مسافة مقدارها 500 مليون كيلومتر لتصل كما يفترض في شباط/ فبراير 2021.

 

 

بالتأكيد فرح كثير من العرب بهذا الخبر، لكن هناك أمور تحتاج واقعا أن ننظر فيها، فالدول المتقدمة في خططها التنموية تنطلق من فلسفة ورؤية، والسؤال: ما هو الهدف من ارسال هذا المسبار الى المريخ؟ وهل نحن او الإمارات بحاجة فعلا الى هذا المسبار؟ وهل سيمثل إضافة واقعية للإمارات تتجاوز الرغبة في تسجيل شيء ما على دول المنطقة ام ان الأمر لا يتجاوز هدر الأموال فقط؟ هل هناك رؤية فعلية للأمن والاقتصاد تملكها الإمارات التي يمثل مواطنوها 28% فقط من السكان؟ لماذا لا تتعلم الإمارات او قطر او غيرها من دول الخليج من تجارب دول ناجحة كسنغافورة او ماليزيا او كوريا الجنوبية او حتى راوندا لتبني نهضة حقيقية وليست شكلية.

 

 

الولايات المتحدة أصدرت قانون قيصر الذي يمثل حصارا اقتصاديا خانقا على شعب سوريا، الوضع الان قي سوريا شبه مجاعة، في تقرير رأيته قبل يومين يقول مواطنون بأنّ الفلاقل او الفول أصبحت من الأكلات الغالية التي لا يقدر المواطن على شرائها، هناك أسر تعيش على العدس والخبز فقط، وأسر أخرى لا تجد حتى هذا.

سوريا التي كانت الدولة العربية الأولى صناعيا، والمتطورة في الإنتاج الزراعي، المعروفة بجامعاتها الجيدة ونشاط أبنائها والتي عرفت بفتح ذراعيها للعرب في كل محنهم بغض النظر عن انتمائهم المذهبي او العرقي او المناطقي، طعنها العرب وغدروا بها وجلبوا شذاذ الآفاق من كل مكان حتى (يجاهدوا) فيها.

 

 

لا ادري كيف يفكر هؤلاء الإخوة؟ وهل يملكون رؤية إستراتيجية حقيقية؟ بناء الدولة يقتضي بناء امنها وتكوين رؤية إستراتيجية تحدد العدو والصديق، والممكن وغير الممكن، والمفيد والضار، ومكامن الخطر.. اما ان تحطم دولا كانت ساترا تحميك من المطامع الاجنبية وتفرح ببناء برج او اطلاق مسبار لم تصنعه انت ولا تملك انت تكنولوجيا لإطلاقه، فهذا ليس سوى وهم.

 

نتمنى فعلا ان نرى العراق او سوريا او الإمارات او مصر او السعودية وهي تطور نظمها الاقتصادية والعلمية، لكن بشكل فعلي واقعي ليس بالمظهر فقط ولا للدعايات فقط.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات