مجدى شعبان
يجذب الصراع الليبي في وضعه الحالي بعض القوى الإقليمية التي لديها مشاريع
عابرة للحدود وتبحث عن فرصةً للتمدد واكتساب أرض جديدة تدعم تحركاتها.
وهو ما ينطبق علي النموذج الإيراني بشكل واضح ..
لهذا لم تتأخر طهران عن محاولة إظهار قدرتها على لعب دور داعم لأحد جبهات
الصراع في ليبيا.
كشفت تقارير في أبريل 2019 أن السفينة الإيرانية “شهر كورد” كانت تنقل بشكل
غير قانوني الأسلحة والذخائر لميليشيات الوفاق حيث تضمنت شحنات السفينة صواريخ
قصيرة المدى،
وأرسلت إيران لاحقًا مستشارين عسكريين إلى طرابلس الليبية لتدريب المليشيات
على استخدامها.
وتبدو بوضوح رغبة النظام الإيراني في إيجاد موطئ قدم في الصراع الليبي لأنه
يمنحها أوراق ضغط إضافية في مواجهتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، ويساعد في خلق
الحالة التي ترى طهران فيها فرصة لنشوء نظام في ليبيا مشابه لتجربتها، عبر وجود
قوى دينية متشددة لديها فرصة الانقضاض على السلطة...
مما يقربها من حلم تشكيل تحالف ديني مع دولة في منطقة شمال أفريقيا وجنوب
المتوسط .
وتتفق الرؤية الإيرانية مع فلسفة الدعم التركي لمليشيات الوفاق والتنظيمات
الإرهابية غرب ليبيا،
ومع الروابط المتأصلة في محور (طهران-الدوحة-أنقرة) ..
و تبدو تحركات أردوغان في ليبيا تدور في نفس المجال الذي تهدف الدول
الثلاثة لتطبيقه وهو ما يُرجح أن يكون الدور الإيراني المباشر في مسار الصراع
الليبي أمر غير مرغوب في اللحظة الحالية ولكنها ترى أن التحركات التركية-القطرية
تقود لنفس أهدافها المرحلية في غرب ليبيا من تمكين مليشيات دينية وأطراف غير
نظامية، وتأجيج الصراع لتشتيت التركيز الإقليمي والدولي عنها.
مما سبق، قد نرى ملامح دور إيراني متصاعد داعم لمعسكر حكومة الوفاق
والمليشيات الموالية لها خاصة مع محاولات الإفلات الإيراني من قبضة قانون العقوبات
“قيصر” الأمريكي وتمسك طهران بالتفاهمات مع أنقرة في ملفات ترتبط بمواجهة حزب
العمال الكردستاني في العراق ودعم الحوثيين باليمن، كذلك توظيف الجماعات الدينية
المتطرفة لتشكيل نواة لوكيل إيراني في شمال أفريقيا.
بكل الأحوال فإن تحييد هذا الدور الإيراني القادم والدور التركي القطري
الممهد لتنفيذه هو أمر بالغ الأهمية للدول الرافضة للمشروع الإيراني لخطورته.
0 تعليقات