(دراسة استقصائية تخصصية)
بقلم: حيدر الطائي
وردتنا كثير من
الأسئلة والاستفسارات على الخاص من قبل كثير من الأخوة الأفاضل حول الاثارات
الأخيرة المطروحة من قبل بعض القوم المطالبة بحل الحشد الشعبي مؤسسةً ومقاتلين.
وبين مستفهم وناقد ولمنهجنا المبدئي لعدم خوضنا
صراعات الفتن ما ظهر منها وما بطن ولإيماننا بمشروع الوحدة الوطنية ودرأ الفتن في
صفوف الهوية العراقية الجامعة وعدم الدخول في سجالات مع أصحاب الفتن ومروجوها
المعتاشين عليها. ولزاما لثقة الأعم الأغلب من الأخوة والأصدقاء ارتأينا أن نرد
بصورة مفصلة ذات دراسة وثائقية فمن أخذ بها لهو خير وحر ومن أعرض فهو حر.
على بركة الله نقول:
إن الافتراء
والمؤامرات على الحشد الشعبي والتقليل من بطولاته وشأنه ليس أمرٌ جديد بل هو قديم
بقدم تأسيسه فمنذ نشوئه حاكت عليه المؤامرات بدأً من فتوى الجهاد وإلى يومه هذا
وستستمر في المستقبل بقوة.
وأول فرية ضده هو
أن فتوى الحشد الشعبي
نتيجة صراع سني شيعي
وكُبدت هذه الفرية على أرض الواقع حتى رأينا معالم الروائع في التعامل الإنساني.
والفرية الثانية: إن
الحشد الشعبي جاء بقتل أهل السنة وذبحهم حتى ذابت هذه الفرية واضمحلت في التعاون
ذات الأثر الطيب بين أخواننا السنة وغيرهم وبين مقاتلي الحشد .
والثالثة أن مقاتلي الحشد سبب انضمامهم هو لدوافع
الراتب والهروب من ضنك البطالة (وسنبين هذه الفرية بالدليل والوثائق بمنشور مستقل)
والرابعة إن الحشد
ولائه ليس للعراق.
وإن الحشد يقوم بالسلب
والسرقة وغيرها من المعاني المخلة
ثم تطور الأمر حتى
زادت الافتراءات بأن الحشد حشدان حشد العراق وحشد إيران (رغم أن الحشد مفردة
معاصرة انبثقت تسميتها من الدلالة القتالية).
ثم تطور الأمر بدمج
الحشد بالقيادة العامة للقوات المسلحة (وهذا من الكوارث وسنبين ذلك بمنشور مستقل
مستقبلاً).
وآخر ما يتم الترويج
له بحل الحشد الشعبي لأنه لا فائدة منه الآن تعالى الله عما يصفون.
وإذا بحثنا في أسباب
نشوء هذه الاثارات نجدها نتيجة للصراع الأمريكي الإيراني على الساحة العراقية
بواسطة أدواتهم. مما ظن البعض أن هناك ارتباط وثيق بين فصائل المقاومة الولائية
وبين الحشد الشعبي مؤسسةً ومقاتلين وهذا من الخطأ الجسيم.
فرغم توحد الأدوات
بينهما من ناحية القتال والجبهة والممارسة الا أن الفرق واضح بين أيديولوجية
الفصائل والنهج الوطني للحشد (وسنبين ذلك في منشور مستقل مستقبلاً).
والسؤال هنا هل الحشد
الشعبي بحاجة إلى فتوى لحله
والجواب كلا
لأن أساس الحشد هو
حالة طارئة لمواجهة أزمة طارئة اسمها داعش الإرهابي.
ومحاولة حله من
الكوارث التي تهدد كيان الأمن القومي العراقي لأن داعش تشكيل متمرس مازال يشكل
خطرا على العراق ومحيطه ولو قامت داعش باحتلال العالم كله والسيطرة عليه لما راق
لها نشوة النصر حتى تحقق هدفها الإستراتيجي الذي هو (العراق) لأن أساس كل
التنظيمات الإرهابية هي في جغرافية العراق. ولهذا هو بالنسبة لها كنز ثمين.
فالدعوات لحل الحشد
الشعبي تفتقر للمعرفة والاختصاص.
والمرجعية عندما
تعالت الأصوات قرب بداية التحرير والنصر قالت بأن الحشد الشعبي يجب أن يحتضن من
قبل الدولة وهذا من أصح الخيارات كونه يبعده عن حالة الفوضوية ويخلق التوازن
والاحتياط الأمني لمواجهة لأي خطر خارجي وداخلي يصيب العراق.
ولهذا أقول أن الحشد
الشعبي لايحتاج إلى فتوى لحله بل يحتاج إجراء حكومي لتنظيمه وتحييده ضمن الصراعات
وجعله مؤسسة تابعة للدولة كما هو استحقاقه أصلا. وإذا تلكأت الدولة ووفشلت ولم
تعير اهتمام لهذه المهام فما ذنب الحشد الشعبي أن يتحمل الوزر نتيجة أخطاء الدولة؟
كلام قبل الختام
المرجون لهذه
الاثارات هم على ثلاث أصناف:
الأول جاهل ينعق مع كل لسان طليق حاقد يفتقر
للمعرفة ويبني موقفاً معين تجاهه.
الثاني حاقد مؤدلج لايروق له الحشد الشعبي وممتعض من
إنجازاته الوطنية ويحاول تأطيره بإطار المذهبية والصراع الطائفي.
والثالث مرتبط
بمشاريع خارجية وله صلات بمخابرات معادية غايتها بناء قاعدة لها والقضاء على
المنجز الوطني وبناء مشروعها وخلق روح التناحر والانقسام بين الشعب العراقي.
والأصناف الثلاثة
أدناه تعي أولا تعي أنها تحقق منجز للتنظيمات الإرهابية وخلق فيها روح المعنوية
فيها .
فالمقارنة بين الحشد
الشعبي والتنظيمات الإرهابية كالمقارنة بين الطهارة والنجاسة واترك الخيار للمنصف
أن يختار من يحب. سلام...
0 تعليقات