هادي جلو مرعي
لا أعرف إن كان ذلك يمثل خسارة لي إنني لم
أنتم لتنظيم سياسي، أو ديني على أساس الولاء والعمل، وتحقيق بعض المكتسبات. لكن
مايحصل من تطورات صادمة في الداخل العراقي يجعل من اليسير معرفة الوجهة المقبلة
خاصة بالنسبة للمستعدين من أمثالي لتقديم المزيد من التضحيات، من بينها العوز
المادي، وعدم الحصول على منصب بدعم هذه الجهة، أو تلك بانتظار ماهو أكبر من
التغيير.
وفقا لرؤية متقدمة من
قوى سياسية تستشعر حجم التغيير، والسرعة التي تجري فيها الأحداث فإن حراكا سياسيا
يجري لإزاحة الطبقة السياسية التقليدية والتخلص من النظام السياسي القائم بالاعتماد
على جيل جديد يفترض وفقا لمعادلة التغيير أن يكون جيلا منفصلا عن الفساد، ويعمل
على التخلص من تبعاته السيئة التي جعلت المواطن العراقي مجرد رقم هامشي لاقيمة له
في أي معادلة حسابية.
ووفقا للرؤية التي
طرحها تيار الحكمة والتي تعد مراجعة فكرية وسياسية ف( العقد السياسي والاجتماعي
الذي أبرم في 2003 وعلى ضوئه كتب الدستور، وتشكلت الحكومة لم يعد مجديا، ونحتاج
عقدا جديدا ، فتلك المعادلة وصلت الى طريق مسدود، وهذا ما ستبرهنه الأيام ، لاسيما
مع تغير القوى ومزاج الجمهور، فجمهور 2020 يختلف عن جمهور 2003 وإذا لم نضع الأسس الصحيحة لمعادلة تنسجم مع
واقع اليوم سينهار هذا النظام.
العقد الاجتماعي لعام ٢٠٠٣ لم يعد قادرا٠ على إدارة
الدولة ونحتاج الى عقد جديد يتناسب مع المتغيرات وطبيعة المرحلة، وإذن فنحن بحاجة
الى عقد جديد، وثوابت جديدة لأن جزءا من المشكلة هو القوى التي بنت، وكانت هي
النافذة وهي صاحبة القرار الأول في إدارة البلد.
الأمر الثاني هو
المزاج العام فالجمهور في 2003 يختلف 180 درجة عن مزاج الجمهور في 2020 . هذا جيل
جديد بمتطلبات جديدة، وهذا لا يعرفه كثيرون، ولا يقبل به كثيرون فهو استشراف أن
تلك المعادلة نفد مفعولها، ولكن إذا لم نستشرف، ولم نضع الأسس الصحيحة لمعادلة
حقيقية تنسجم مع واقع المجتمع العراقي الآن فإن النظام السياسي سينهار علينا
جميعا، ولا يفرق بين أحد وآخر. معادلة 2003 وصلت الى طريق مسدود والأيام ستبرهن
على ذلك).
0 تعليقات