حامد المحلاوى
سأعتبر أن مجتمعنا لا
زال بخير وهو بخير فعلا .. فالطالب السوي يعي جيدا قيمة وقدر معلمه ويوليه القدر
الكافي من التوقير والاحترام .. والأستاذ أيضا مدرك لمسئولياته الخطيرة كقدوة
ومربي قبل أن يكون أستاذا ومعلما ..
ومع ذلك لن نضع
رؤوسنا في الرمال كالنعام .. فتدني الأخلاقيات وانحدار السلوكيات ليس في حاجة إلى
برهان أو دليل ..
بلا شك هي في ازدياد
دائم لكنها لم تصل بعد حد الظاهرة .. نراه في كل مكان ولم يعد قاصرا على فئة معينة
بل بدأت تنتشر في كل الطبقات ولا علاقة لها بالمستوى الاجتماعي فلم تعد الأماكن
الراقية استثناء منه من أسف ..
المهم أن العلاقة
التفاعلية بين المعلم والطالب كانت وستظل محور الأمر كله في أي إصلاح منشود
للتعليم .. فالعطب الذي أصاب هذه العلاقة ضرب العملية التعليمية كلها في مقتل بعد
أن حولها من علاقة إنسانية في المقام الأول إلى وظيفة تؤدى بشكل نمطي خال من الروح
..
- لكن هل من الممكن
إعادة بناء هذه العلاقة من جديد على أسس قوية وسليمة ؟ .
طبعا ممكن رغم أنه لن
يكون سهلا ..
فإذا ما نجحنا في إعداد المعلم بتأهيله نفسيا كي
يدرك أهمية وخطورة الدور المطلوب منه عندها يمكن أن نرى معلما قادرا على إنتاج جيل
متعلم بشكل جيد سليما معافى نفسيا .. على أيامنا كان التعليم نقيا صافيا من ملوثات
المال والدروس الخصوصية وتبادل المنفعة وما تلاه من ضياع لهيبة المعلم وافتقاد
القدوة ..
أما المدرسة فكانت
مصدر سعادة وبهجة لنا كتلاميذ صغار .. المدرسة تاهت الآن ولم يعثر عليها بعد
كأشياء أخرى كثيرة جميلة اختفت من حياتنا ..
المعلم كان يؤدي
رسالته سعيدا بعمله ويتعامل مع طلبته برفق وحنان ومسئولية وكأنهم أبناؤه .. الطالب
هو الآخر كان مستمتعا بوجوده في المدرسة ولا يصدر منه إلا كل الود والاحترام
والتوقير لمعلمه بل لا يجد أي غضاضة في أن يقبل يده .. أما أنا فأميل إلى استخدام
كلمة المعلم بدلا من المدرس ..
...............................................
المدرس وظيفة .. المعلم رسالة
0 تعليقات