آخر الأخبار

صحفيات وإعلاميات عرفتهن





 

 

هادي جلو مرعي

 

 

كانت نرمين المفتي تحدث صخبا حين تصل الجريدة، ولكنه صخب ليس مفتعلا فهو وليد الحركة الدائبة والرغبة في النجاح.

 

كنت جائعا تلك الظهيرة، وكانت عشتار الياسري في مهمة صحفية، أغريت محمد بالسطو على دولابها الذي تضع فيه سندوتشات لذيذة، وعندما عادت كانت جائعة، ولكنني ومحمد شبعنا، وشربنا الشاي، وعدنا الى العمل بحماس.

 

تركت المعهد بسبب الحاسوب اللعين، فقد كانت الكتب المقررة توهمني إن الحاسوب بحجم حاملة طائرات، لكنني فهمت من غادة العاملي إنه تحت السيطرة، ويمكن أن يكون ممتعا في العمل، كنت حينها مع مجموعة لطيفة من الصحفيات المثابرات، أمل صقر، منتهى القيسي، نهى نيسان بيداويد، ضمياء الربيعي، أسماء عبيد، وربما أخريات.

 

 

تفرقت الأسماء، وتبعثرت الأمنيات، وكل سار في طريق، ولم تعد النوايا واضحة، وطبعت الفوضى واقع حياتنا ودفعتنا الى أن نهمل أشياءنا، وربما تركنا الكثير من الأحلام تغوص في الوحل الذي تراكم حولنا وتحتنا، وتقزمنا، حتى صار فوقنا، وعلى رؤوسنا وشعورنا.

 

بعد عام 2003 تحولت الصحافة في العراق الى مساحة متاحة للجميع بفعل الديمقراطية، ونوع القوانين التي تتيح للأفراد القيام بأدوار لم يكن مسموحا القيام بها، وصار عديد من العراقيين صحفيين وإعلاميين، وإزداد عدد المشتغلين في وسائل الإعلام سواء تلك التي لايرغب أحد بمشاهدتها، أو التي تحظى بمشاهدة عالية كالقنوات الفضائية الخاصة، عدا عن عدد متزايد من الصحف، والإذاعات، ووكالات الأنباء التي تنقل الأخبار.

 

 

من يومين قرأت تغريدة لإعلامية عرفت منها أنها تغار من زميلة لها، وتريد أن تقصيها وتهينها على الملأ لمجرد المنافسة، وشعورها بأنها قد تزاحمها، وهي غيرة معتادة في المجتمعات المريضة، مع إن المجتمع الإنساني بأسره خلق مريضا، مضطربا، لايستقر على حال.

 

 

على الزميلة منال المعتصم أن لاتغضب ولاتحزن، وان تواجه التحدي بالتحدي، ولاتعبأ بالمنغصات، فالحياة مرض مزمن لايمكن معالجته إلا بالحركة الدائبة، وإجتراح الحلول، والإبداع المستمر، وعدم الانشغال بالآخرين.


إرسال تعليق

0 تعليقات