سامح جميل
في مثل هذا اليوم 18 يوليو1988م.. إيران تعلن قبولها قرار مجلس الأمن بوقف
الحرب مع العراق..
الحرب العراقية الإيرانية وتسمى أيضاً بحرب الخليج الأولى وسميت من قبل
الحكومة العراقية باسم قادسية صدام، كانت حرباً بين القوات المسلحة لدولتي العراق
و إيران واستمرت من سبتمبر 1980 إلى أغسطس 1988. اعتبرت هذه الحرب من أطول الحروب
التقليدية في القرن العشرين و أدت إلى مقتل زهاء مليون شخص من الضحايا وخسائر
مالية تقدر بحوالي 1.19 ترليون دولار أمريكي.
وقد غيرت الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها أعظم
الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية أو ما سميت بعاصفة الصحراء في 1991.
بدأت العلاقات الدبلوماسية العراقية-الايرانية بالتدهور في عام 1980 بعد
صراعات حدودية متفرقة .وبعدما قام صدام حسين في 17 سبتمبر 1980 بتمزيق اتفاقية
الجزائر لعام 1975 والتي وقعها حينما كان نائب للرئيس العراقي آنذاك، مع شاه إيران
عام 1975. واستعاد العراق نصف شط العرب الذي تنازل عنه لإيران بموجب ذلك الاتفاق.واعتبر
شط العرب كاملاً جزءاً من المياه الإقليمية العراقية. ومما زاد الوضع تعقيدا هو
محاولة اغتيال لوزير الخارجية العراقي آنذاك طارق عزيز من قبل عناصر حزب الدعوة
الإسلامية العراقية التي كانت مؤيدة للنظام الإسلامي في ايران. ادعى نظام الرئيس
السابق صدام حسين بأن القوات الإيرانية بدأت العمليات العسكرية بقصفها للمخافر
الحدودية في منطقة المنذية، كما ادعى تقدم القوات الايرانية باتجاه المناطق
العراقية في منطقتي سيف سعد وزين القوس وقد أرسلت وزارة الخارجية العراقية برسائل
للامم المتحدة حول ما وصفته بالانتهاكات الحدودية فردت الحكومة العراقية بإرسال
المقاتلات العراقية بغارة جوية في العمق الأيراني مستهدفة المطارات العسكرية
اللإيرانية في عدد من المدن الإيرانية الرئيسية.
أعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي: الاعتراف
بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية، وإنهاء
الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج عند مدخل مضيق
هرمز، وكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق .إضافة إلى المطالبة
بالأهواز وإقليم عربستان/ خوزستان كجزء من العراق.
قام الجيش العراقي بالتوغل في الأراضي الأيرانية بدون مقاومة تذكر في بداية
الأمر. لكن سرعان ما بدأت القوات الإيرانية برص صفوفها وتطوع ما يقارب 100,000
إيراني للذهاب إلى جبهات القتال بعد أسابيع من التوغل العراقي وبدأ الجيش العراقي
يدرك أن الجيش الإيراني ليس بالضعف الذي كان متوقعاً. وبحلول عام 1982م تمكن الجيش
الإيراني من إعادة السيطرة على كل المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش العراقي مما
حدى بالحكومة العراقية إلى عرض مبادرة لوقف إطلاق النار في عام 1982 ولكن هذه
المبادرة لم تلق أذان صاغية لدى الحكومة الإيرانية التي كانت على ما يبدو مصممة
على الإطاحة بحكومة الرئيس صدام حسين.
مع اقتراب نهاية الحرب بدأ الخمول يظهر على أداء الجيشين العراقي والإيراني
نتيجة للاستنزاف الطويل للذخيرة الحربية و القوة البشرية للجيشين، فبدأت مرحلة
سوداء في تاريخ الحرب وهي قصف المدن بصورة عشوائية عن طريق صواريخ سكود أو أرض-أرض
طويلة المدى حيث راح ضحيتها الكثير من الأبرياء المدنيين.
وبدأت القوات الجوية العراقية بضربات إسترتيجية للمدن الإيرانية، واستهدفت
الضربات طهران بشكل أساسي مع بداية عام 1985، فقامت إيران بقصف العاصمة بغداد
بصواريخ سكود البعيدة المدى. ورد العراق بالمثل بقصف طهران.
.
ووصل الأمر إلى حد استهداف العراق الطائرات المدنية و محطات القطار، وتدمير
ثلاثة وأربعين مدرسة في عام 1986 فقط أدى لمقتل مئات التلاميذ، وقام العراق
باستعمال الأسلحة الكيمياوية في الحرب، ولم تتمتع الحكومة الإيرانية بدعم دولي على
عكس العراق الذي كان يتمتع بمساندة عريضة، كل هذه العوامل مجتمعة أدت لأن وافقت
إيران على قرار مجلس الامن واعلنت موافقتها فى 18 يوليو 1988 وعلى هدنة اقترحتها
الأمم المتحدة والتي وصفها الأمام الخميني "كأس السم" حسب تعبيره في 20
اغسطس 1988، حيث كانت إيران ترفض أي قرار من مجلس الأمن ما لم يعترف بأن العراق هو
البادئ بالاعتداء، وإقرار التعويضات اللازمة لإيران والتي قد تصل إلى 200 مليار
دولار.!!
0 تعليقات