محمود جابر
اعرف أن هذا العنوان غير رصين، ولا يصلح عنوانا لمقال، ولكن هو عنوان معبر
عن المرحلة، مرحلة ( الباميا) مرحلة فيها " الأكل عند معاوية أدسم والصلاة
خلف على أتقى"...
مرحلة تحول الدم الى رأسمال، يصبح فيه المتاجر بالدم عضو برلمان، ورئيس
كتلة برلمانية، وألويته يفتحون ثغرا غير قانونى فى الجدار الحدودي للتبادل السلعي
غير الشرعي، وهو يؤذن ويرفع صوته بالآذان اشهد أن على ولى الله ...!!
هذه المرحلة قادتها لا يعترفون بوطن ولا بأرض، ويعتبرون الوطنية والقومية
أوثان معبودة، وهكذا يقول، ولكنه يسجد ويركع ويهرول ويسعى الى وثنه القابع فى حضن
الوادى وراء الحدود، ويطيعه طاعة العبد للسيد فى ان يذهب الى اليمن او الى سوريا
أو الى اى مكان ما دام سيده يأمره وهم العبد المطيع لسيده ...
مرحلة بات فيها صغار أبناء المقتولين المضحين الأبطال، متسولين فى الشوارع،
وأراملهم الصغيرات الثلاثينات منهن والعشرينات جوارى فى سوق الزواج المؤقت حتى
يطعمن ويربين صغارهن، فى الوقت الذى يتمتع أولئك المتاجرين برواتب النواب والقادة
وسيارات وقصور وأرصدة فى البنوك وحصص فى المنافذ ...
ومع كل هذا فإن ( الباميا توحدنا)، توحدنا حينما يكتب القلم، عن الباميا أو
عن الاهوار، او عن أحاديث الصباح والمساء تجد كلمات الثناء تتراص بعضها فوق بعض عن
يمين وشمال ومن الشرق ومن الغرب، ولكن حينما تدخل الى بيت العنكبوب ....
إذا دخلت الى بيت العنكبوب من فصائل وألوية خارجة على السلطة الشرعية، او
عن فساد التحالفات البرلمانية، هنا يأتونك باللسان كالمنشار، وأنت دخلك أية، ومالك
ومالنا...
اهتمامك بالعراق يثير الغرابة !!
إلى أين تريد أن تصل ؟؟؟
ثم يدور هنا حديث من التسقيط والتشويه والتشهير فى مجموعات الكترونية، ما
بين مبغض وحاقد وساب ويصبح شرف الكاتب وسمعته كفريسة وقعت بين يد كلاب جائعة الى
قطعة لحم ....
فالمجتمع الذى يعانى من ارستقراطية دينية وارستقراطية مالية، وارستقراطية
سياسية، وارستقراطية طفيلية مصنوعة مرة بالدين ومرة بالمال، وسط عصابات وعادات
وتقاليد وخوف وجوع جدير بان يعانى الخوف من الكلام، من الصراحة، من الوضوح، من
مواجهة الخطر فهو يفضل ان يعيش مع ماتبقى له من الحياة مع هذا الخطر عسى ان يطمح
ببعض المنافع حتى لا يموت فى ظروف غامضة ويقيد الحادث ضد مجهول أو ضد عصابات داعش الإجرامية
.....
لهذا فإن الباميا توحدنا
0 تعليقات