علي الأصولي
ربما لا تعرف بأن
هناك حربا فكرية ضروس قائمة على قدم وساق بين أهل القرآن الكريم من جهة وبين بعض
أصحاب علم الفيلولوجيا من جهة أخرى. وهذه ما تسمى بحرب المخطوطات. المعتمدة على
الأصول السريانية للكلمات الأصلية.
والثغرة التي حاول
ويحاول أصحاب المخطوطات الدخول منها في زعزعة الكثير من المصطلحات القرآنية النصية
هي ثغرة عدم التنقيط القرآني في الصدر الأول من الإسلام.
وعلى رأس النقاد
اللفظ القرآني بحسب الخط العثماني هو محمد المسيح الباحث في شؤون المخطوطات
القديمة.
فعلى سبيل المثال. قال
محمد المسيح بأن اللفظ الصحيح في سورة الكهف ( وكلبهم ) (باسط ذراعيه بالوصيد ) غير
صحيحة لفظا وبالتالي معنى!
حيث ان الصحيح من
اللفظ هو ( كلئهم ) وتعني ( الملاك الحارس ) بعد استشهاده بنص سرياني لقصة أصحاب
الكهف للعلامة مار يعقوب سروجي. او نقلا عن الأسقف أسطفيان الإفسسي (
وقال: أن الكلمة مع
التنقيط غير صحيحة والأصل عدم التنقيط. إذ يمكن قرائتها ( كليهم ) بمعنى حافظهم. وحافظهم
تعود على ملاك الرب. واستشهد على إمكانية هذه القراءة كما في سورة الأنبياء آية (٤٢)
- قل من يكلوكم بالليل والنهار من الرحمن –
ودعا المسيح في مقاله
الذي رد فيه على الباحث الأستاذ بوهندي ضرورة عدم الاستغراب خاصة ويوجد للقرآن
الكريم قراءات متعددة وإلا بماذا يمكن تفسير تغيير قراءة حفص عن عاصم الذي قرأ - عباد
الرحمن - وخالفه ورش عند نافع إذ قرأ - عند الرحمن - كما في سورة الزخرف مثلا!؟
وحاول بوهندي إثارة
إشكالية - باسط ذرعيه بالوصيد - لرد ما فهمه محمد المسيح غير ان الأخير تفص من
المشكل بطريقة ذكية نقضية بعد تمسكه بلا مانعية كون الملك الحارس باسط ذراعيه
بالوصيد بقول - والملائكة باسطوا أيديهم - سورة الأنعام آية ٩٣ !!
ونصح المسيح الباحث
بوهندي بالتريث وعدم أخذ الأمور إلا ببساطة مذكرا اياه بوجود أحد عشر الف قراءة
وطريقة على ما ذكر صاحب كتاب ( كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ) للشيخ مصطفى
بن عبد الله.
أقول : وبعد استعراض
ما يمكن استعراضه. يمكن الرد على محمد المسيح بما حاصله : إن طبيعة الملاك غير مرئية
وهذا محل وفاق مسيحي إسلامي بلا نكير من أحد..
فإذا عرفنا ذلك فيقال:
لا يمكن تصور قول قائلهم - سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم
رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم مايعلمهم الا قليل - لعدم
إمكانية تصور عدد الأفراد مع الملك الغير معلوم وجوده أصلا عند المتقولين فلاحظ !
وأما إذا مشينا نحن
وعدم التنقيط فيمكن صياغة الكثير من العبارات وما تشتهي الأنفس من قبيل - ذلك
الكتاب لا ريب فيه - ذلك الكباب لا زيت فيه - !
فهل يلتزم محمد
المسيح هذه القراءة بناء على إشكالية عدم التنقيط القرآني وضرورة صياغة التنقيطات
والهمزات في هذه العصور مثلا !!
ناهيك عن محاولة
تمرير لفظ - الذراع - باليد - باسط ذراعيه - والملائكة باسطوا أيديهم - فتأمل ولله
في خلقه شؤون !
0 تعليقات