آخر الأخبار

شؤون مرجعية : بين مرجعيتين.





 

علي الأصولي

 

 

النظر للجانب العلمي وحيثية المنتج الفكري. لأي مرجعية من المرجعيات الشيعية الإمامية. لا ينبغي أن ينظر لها بمعزل عن واقعها الموضوعي وملابسات الأحوال والمشاكل والتقاطعات الداخلية الآخوندية والسياسية العامة،

 

بالتالي المنتج التأليفي والتراث الدراسي ابن بيئته ولا ينفك عنها بحال من الأحوال.

 

 

خذ مثلا مرجعية السيد الخوئي التي ثنيت له الوسادة والزعامة العامة بلا نكير بعد رحيل آية الله السيد الحكيم الذي فاق صيته الآفاق. إذ قد تربع على كرسي البحث الدراسي ما يقارب عقود من الزمن ومعظم طلاب درسه تجدهم اليوم مراجع للتقليد في العراق وإيران والباكستان وأفغانستان وغيرها من المناطق. وقد تكفل هؤلاء الطلاب تنقيح درسه وأبحاثه إما على شكل تقريرات مكتوبة أو إعادة المفردات والصياغات أثناء درسه وعمل المحقق الخوئي على تعديل بعض آراءه وتشييد البعض الآخر بناء على مداخلاتهم العلمية طيلة فترة الحضور وقد كان له أكثر من دورة على المستوى الفقه الخارج وكذا الأصول،

 

فالنظر إلى خلاصة المدرسة النائينية ووريث الأصفهاني الكمباني لا ينظر إلى منجزه الفكري بمعزل عن واقعه السياسي والاجتماعي. بل لابد من النظر لهذه الزاوية لمعرفة هل يحق لنا أن نجعل ثمة مقايسة بينه وبين غيره من المراجع الذين جاءوا بعده وفي غير ظرفه.

 

 

المعروف عن المحقق الخوئي ابتعاده المفرط عن الجو السياسي بل والاجتماعي خلافا لسلفه الزعيم الراحل السيد الحكيم. فقد اهتم المحقق الخوئي بالجانب العلمي التدريسي والتأليفي بمعية أكابر طلبته والذين أعانوه على هذه المسيرة العلمية حتى أن من يجيب عن الإستفتاءات في مكتبه برتبة مجتهد وله حق التصدي وبالتالي تقليد الناس له،

 

تعالوا معي لمثال آخر من أمثلة المرجعيات الدينية وهو محمد محمد صادق الصدر الذي ظهر في ظروف غير طبيعية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي الإقليمي أو الدولي.

 

داعيا للمرجعية لنفسه متمسكا بمقولة وجوب تقليد الأعلم وشرطها الأصولي. ومع ما وجده من عقبات سياسية واحراجات آخوندية حاول المضي قدما طارحا نفسه ودرسه ناظرا لوقت إصدار مؤلفاته بمفرده ولو تلاحظ ان دورته الأصولية والفقهية لم تكتمل في ظل جو الارتباك والشهادة ناهيك عن ترتيب بيت المرجعية الداخلي في مكتبه وبعض مشاكل المقربين واشكالات السذج وعرقلات المحبين المغالين. ومع كل هذه المشاكل طرح ما عجزت النجف الاشرف آنذاك طرحه درسا وتأليفا. متخذا لنفسه خطا اجتماعيا وفهما سياسيا خالف فيه أساتذته.

 

 

نعم: الكثير اليوم من يرى في نفسه الفقاهة والأعلمية إما تجده مقلدا حتى على مستوى الفقه لأساتذته أو معتمدا على مجهودات طلبته التأليفية والتقريرية وبالتالي ينسبها لنفسه.

 

ناهيك عن بعضهم الذي لولا وجود المعادلات السياسية وتغيرات الظروف الحالية لم يجد لنفسه موطىء قدم.

 

ما أريد بيانه ، ضرورة الانتباه إلى ظروف وواقع المرجعيات باختلاف الازمان وتقلبات الأحوال فما نراه تماسكا عند أتباع المحقق الخوئي وأعني بهم طلبته تجده طرائق قددا عند أتباع السيد الشهيد الصدر الثاني.

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات