المعارضون للنظام نوعان : أصلى
، وفالصو ، وسأختصر عليّك وقتك ، وندخل فى الموضوع مباشرة ، شوف ياسيدى ، المعارض الأصلي
هو الذى تشغله هموم الناس ، نعم الناس ، يعرف معاناتهم ، ولديّه قرون استشعار
لحالتهم ، لايتاجر ولايزايد ولا يتربح ، لامادياً ولا معنوياً ، بل يخسر ويعانى
ويتعذب ! .
سأعطيك مثالاً حيّاً ، « البدرى
فرغلى » ، يسارى ، ظلّ نظامىّ السادات ومبارك يشوهونه أربعين سنة ، ثم جاء الإخوان
ليزيدوا فى تشويهه ، وكانت أقرب التهم عندهم أنه شيوعى ، يعنى ملحد ، كافر ، من
المغضوب عليهم ، ولكن لأنه شريف ، وأصلى ، صدقه الناس ، وكذبوا فيه كل الأنظمة ،
وانتخبوه لأربع دورات برلمانية نائباً عنهم فى بورسعيد ، لم يكن يملك ثلاث جنيهات
ثمن تعليق يافطة انتخابية ، يركب عجلة ، يسكن فى المساكن الشعبية ، لكن الناس وثقت
فيه ، لأنه معارض أصلى ! .
المعارض الفالصو ، ولن أذكر
أسماء لأنها تسبب للبعض ارتكاريا وتشنج نفسى وإسهال ، لايراه الناس إلا من وراء
الكاميرات ، أو فى مظاهرة احتفالية ، أو فى هوجة ، هناك ، عند القمة ، فى الشواشى
، حيث الصراع مع وعلى السلطة ، أو فى الغرف المغلقة المكيّفة ، مع أصحاب الياقات
المنشاة ، والدم الأزرق ، أو فى قاعات المحاكم حيث الفلاشات الساطعة ، أو على سلم
نقابة الصحفيين ، فى الطراوة ، مع الحسناوات ، أو ضيفاً أو مقدماً لأحد البرامج
على قناة فضائية يملكها رجل أعمال يمنحه الملايين ، هو للممثل أقرب من المعارض ،
لأنه مشغول بذاته وجيبه أكثر من انشغاله بقضايا الناس ، لهذا لايصدقونه ، ولا يثقون
به ! .
لن أغير قناعاتى أبدا ! .
عيّب علىّ بعد هذا العمر
الطويل أن أُخدع ، أو تضل بوصلتى ، أنا الذى عشت وتعايشت حتى النخاع مع جيفارا
وغاندى وكاسترو ومانديلا وعبد الناصر ، والتقيّت وجهاً لوجه مع نفر ممن حاربوا مع «
عمر المختار » فى ليبيا ، وكذلك ممن عاشروا « رمضان السويحلى » ، الذى فاوض
الطليان وساومهم على قضية بلاده ، وباع نفسه لهم ، فنصبوه معارضا ! .
« عمر المختار » رمز الأصلي
، و « رمضان السويحلى » رمز الفالصو ! .
ومازال الله يمنحنى تلك
الفراسة فى فرز المعارض الأصلي من الفالصو ، وقبلى ملايين من الشعب المصرى ، مهما
لمع الفالصو وزاد بريقه ، ومهما خبا الأصلي ، وخفت ضوؤه ، وتوارى تواضعاً وترفعاً
ونبلاً ! .
نسيت أقولك ، هناك صنف ثالث
، لاهو أصلى ولا هو فالصو ، لكنه مُخرّب ، يحمل فى إحدى يديّه زجاجة مولتوف ، وفى
الثانية شعارات كاذبة ضالة ، كتبوها له فى البيّت الأبيّض وفي اسطنبول والدوحة وتل
أبيب ، لايعارض ، ولايفهم ، كاذب شامت حاقد ، يندفع كالثور الهائج نحو حرق البيّت
، وهدم أركانه ، وتشريد أهله ، ولايهمه سوي جماعته ، هذا لاتناقشه ، ولا تجادله ،
وإنما التقط أقدم « بُلغة » عندك ، ونظف بها رأسه العفن ، وطهرها من الضلال والكذب
والخيانة !! .
* مأمون الشناوى *
0 تعليقات