عبدالملك سام
أفكر أحيانا في أشياء خارج أطار الأحاديث اليومية التي نخوضها بحماس زائد ،
فنحن نتعب عقولنا وقلوبنا ونحن نتكلم عن كيفية أقناع الغرب بأن يسلموا ، والحقيقة
أن نقاشاتنا التي تأخذ حيزا كبيرا من اجتماعاتنا تضيع هباء ، والسبب أننا نفكر في الاتجاه
الخطأ بالأسلوب الخطأ !
نحن بحاجة أن نوجه مدافع نقدنا للداخل ولو قليلا ، ولو ألتزم كل واحد من
دعاة الإسلام الغربي للتحلي بفضائل الإسلام لحلت المشكلة ! فكيف تدعو للإسلام مساء
وأنت تأكل الحرام نهارا من رشوة وتدليس ونصب ؟! وكيف تدعو للفضيلة علنا وأنت سرا
تتبع شهواتك التي تتكاثر باطراد لا يشبع ؟! نحن في صدارة المجتمعات التي ترتع في
الفساد السياسي والأخلاقي ، ونحن في ذيل الترتيب الحضاري عالميا ، فمنذا الأحمق
الذي سيصدقنا ؟!
أسمع صخبا وأصوات الاعتراض على كلامي ! مهلا مهلا ، ولنصارح أنفسنا دون أن
يسمع أحد ، نحن أولا غير مقتنعين بما نقوله ، فكيف نقنع الآخرين به ؟! أكثر الناس
حديثا في مقايلنا هم الفاسدون للأسف ، فهم يمتلكون جراءة تحسدهم عليه أفضل شركات
الدعاية والإعلان ، في حين أن الذين يملكون ما يقولونه لا يتكلمون ! بينما في
الغرب - الفاسد - تتفشى ظاهرة خطيرة أسمها "الديمقراطية" ، تخيلوا هذا
السفه الذي يعني أنك تستطيع أن تقول ما تريد دون أن يقطع الآخرون عنقك ! وبإمكانك
أن تنتقد دون تجريح أو مقاطعة !!
المساجد فارغة في بلادنا المسلمة ، فكيف نقنع الآخرين بدخولها ؟! وإن
دخلوها فما الذي سيجدونه ؟ جماعات متصارعة وفاجرة في الخصومة ، ومحاربة لأهل الحق
جهارا نهارا ، وخطباء يحللون سفك دماء المسلمين بينما يدجنون الناس لمن يذبحهم
ويسرق ثرواتهم ، ويدعون لسبي نساء المسلمين وذبح أطفال المسلمين وقتال المسلمين ،
وينادون بالربا "الإسلامي" ، ويشجعون على إرهاب المخالفين ، ويشرعون
الظلم وعبادة الطغاة ، وبعد كل هذا يريدون أن يقتنع الآخرين بهذا الهراء الذي
يطلقون عليه ظلما ( الشريعة الإسلامية ) !!
هل أريد أن أقول أن الغرب بريء ؟! بالتأكيد لا ، ولكني أسأل هنا عن دورنا
نحن ، وكيف واجهنا هذه الحرب الثقافية ؟! ولماذا تخلينا عن اسباب قوتنا ووصايا
نبينا الذي لم يغادرنا إلا بعد أن دلنا على الطريق والدليل والأعلام والمنهج ؟! أذا
أردنا أن نؤثر في الآخرين فلابد أن ننظف نفوسنا أولا من الأحقاد والغش والخيانة
والظلم ، وأن ننطلق بصدق في طريق الحق الذي سيظهر ولو كثر المعاندين ، فهو أرادة
الله ..
مسيرة الحق انطلقت من اليمن ، وفيها كل أسباب القوة التي تضمن لنا العودة للإسلام
المحمدي النقي ، وهي تمثل لنا خارطة طريق للخروج من حياة الهوان والذلة والتشرذم
وتسلط الأعداء علينا ، وفيها ما يحقق لنا أسباب السعادة والعزة في الدنيا والآخرة
، فهل نحن على استعداد للتغيير نحو الأفضل ، أم أن الوقت لم يحن بعد ؟! وللمترددين
أقول : لقد جربتم الطرق الأخرى جيلا بعد آخر دون نتيجة سوى المزيد من السقوط ،
فلماذا لا تحاولون أن تكتشفوا الأسباب حقا ؟! وبيننا كتاب الله ، ولعنة الله على
الكاذبين .. والعاقبة للمتقين .
0 تعليقات