د. محمد إبراهيم بسيوني
تحليل PCR هو عبارة عن تقنية تسمح بإنشاء ملايين النسخ المتماثلة للحمض
النووي من عينة واحدة، وذلك لتضخيم الحمض مما يسمح للأطباء باكتشاف مدى معاناة
الجسم من الأمراض والفيروسات المختلفة. يستطيع التحليل اكتشاف الفيروسات لأنه يحول
الحمض النووي إلى أجزاء متناهية الصغر مما يساعد على ظهور الأمراض على عكس الكشف
العادي الذي يعتبر سطحي مقابل التحليل .
منذ بداية الثمانينيات، ظهرت تقنية PCR وأصبحت تستخدم بشكل موسع في عدد من المعامل لعمل اختبار الأبوة
وفي التحقيقات الجنائية.
كما استخدمت PCR للكشف عن أنواع السرطان، مثل سرطان الدم والأورام اللمفاوية قبل
تمكن المرض من الجسم، إضافة إلى اكتشاف الخلايا الخبيثة والالتهابات والبكتيريا
والفيروسات.
الطبيب يطلب هذا الاختبار لعدة أسباب منها اكتشاف الكائنات المسببة للأمراض
وتحديدها بالضبط قبل أن تظهر بشكل واضح في الجسم، ومن أكثر الأشياء شيوعًا التي
يتم طلب PCR من أجلها هي:
فيروس الكورونا وفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الفيروسات وبعض الفطريات.
في أول جائحة الكورونا كان هناك أخطاء في طريقة اخذ عينة المسحة لكن الآن الأخطاء
البشرية غير مبررة. فحص الPCR الايجابي الخاطئ False positive نادر. هو يعني ان تكون
نتيجة الشخص ايجابية (أي ان الPCR التقطت الRNA الخاص بالفيروس) فيما هو غير حامل للفيروس. حين يأتي فحص ايجابي
فدقته ٩٥٪ وهذه نسبة ممتازة. الفحص السلبي الخاطئ False negative شائع أكثر،
وهو حين يكون الشخص مريضاً انما يكون فحصه سلبياً. هناك عدة اسباب: كمية الفيروس
غير الكافية التي تم سحبها خلال المسحة الأنفية أو توقيت الفحص (مبكر جداً أو
متأخر جداً من المرض). نسبة حدوث السلبي الخاطئ حوالي ٣٠٪ وهذا ليس بقليل. حين
يحدث كما هو حاصل الآن، أي أشخاص كانت فحوصاتهم ايجابية ثم عادت سلبية، هناك احتمال
أكبر أن ما حصل هو سلبي خاطئ في المرة الثانية منه ايجابي خاطئ في المرة الأولى (نتيجة
مشكلة في المسحة، كمية الفيروس التي تصبح أقل في المجاري التنفسية العليا مثلاً...).
انما يبقى هناك احتمال حصول الايجابي الخاطئ كمشكلة تقنية. الفحوصات المستخدمة
ليست نفسها في كل الدول، لا أعرف أي فحص نعتمد عليه في مصر ، انما هناك فحوصات أفضل
من غيرها خصوصاً لناحية الprimers المستخدمة.
من ناحية ثانية واجه احد المستشفيات في فرنسا هذه المشكلة منذ شهر في حين
تم اكتشاف حالات عديدة في احدى المدن ليتبين بعدها انها ايجابية خاطئة. المشكلة
كانت احد المواد المستخدمة للفحص الذي كان غير صالحاً، ليس من ناحية المدة، إنما
حين تم تغييره، عادت نتائج الفحوصات سليمة. مشاكل كهذه قد تحدث، احياناً بعض
المواد تكون غير صالحة لخطأ في التصنيع، أو في الحفظ، أو منتهية الصلاحية، بالإضافة
الى مشاكل قد تحدث في جهاز الPCR، أو طبعاً في البروتوكول نفسه من ناحية اختيار الprimers أو اختيار
درجات الحرارة وأوقات التفاعل.
بكل الأحوال يجب تحديد السبب سريعاً، لأن فقدان الثقة بنتيجة الفحوصات
وتباين النتائج من مستشفى الى آخر سيتولد عنه فوضى أكثر من الفوضى الموجودة أصلاً.
وعوضاً عن إعادة الفحص كل يومين، يجب عزل الايجابيين وحتى السلبيين المخالطين لمدة
كافية (ليست اقل من ١٠ أيام) قبل إعادة الفحص.
هل يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في ظهور نتائج خاطئة في تحليل PCR؟
يحدث ذلك أحيانًا، لأن تحليل PCR يركز على الدم والبروتينات ولهذا يسهل تأثره بمفعول بعض الأدوية
التي يتم أخذها من قبل الشخص الذي يخضع للتحليل لاكتشاف الفيروسات ولكنها لا تؤثر
عند اكتشاف الأبوة، ولذلك يتطلب أحيانًا عدم الحصول على أدوية قبل الخضوع للتحليل
بهدف معرفة الأمراض.
0 تعليقات