آخر الأخبار

واقعة كربلاء بين الحقيقة والإدعاء! (4)

 

 

 

 

علي الأصولي

 

توهم السيد القزويني في تعداد عديد جيش الإمام الحسين (ع) وكون أن المختار أو سليمان بن الصرد الخزاعي أو غيرهم من القادة الدينيين أو الدنيويين ليسوا بأفضل من الإمام ، الذين جمعوا أنصارا حول حركاتهم بالآلاف!

 

 

وسار على هذا التوهم أصحاب السيد بل وبعض أصحابنا أيضا !

 

 

ومنشأ هذا التوهم بالحقيقة ، هو عدم تصور إمام مفترض الطاعة وعدم جمعه الإ لعدد محدود من الأنصار ، بيد أن مسالة الإمامة ( بحسب الفهم الشيعي الإمامي) الحديث والمتأخر وما تصاحبها من مقولات كالعصمة والولاية التكوينية على الرأي ( المشهوري ) وغيرها من المفردات والعناوين والشؤونات ، لم تكن واضحة عند الأوائل إلا للقلة وهم أنصاره خاصة ، ممن يرون ما نرى وزيادة ،

 

 

ناهيك على ان الحركات والثورات التي جاءت بعد ثورة الحسين (ع) هي ردود أفعال منها صادقة ومنها مزيفة ، المهم هي لا تخلو عن كونها ردود أفعال وما جرى في كربلاء ، ومن الطبيعي أن اي ردة فعل تكون عنيفة نوعا ما ، خاصة التي يشعر أفرادها بنوع من التقصير كما هي ثورة التوابين او ( الترابيين ) على ما في بعض الآراء ،

 

هب أن الطبري نجح في محاولة إخفاء عدد المعسكر الحسيني واتفقت كلمة المؤرخين تقليدا أو تزويرا على إخفاء العدد المفترض ، ولكن لنا أن نسأل هل امتدت اليد العباسية وأقلام مؤرخيها على التراث المنقول عن أهل البيت (ع) ولمدة أربعة قرون من حيواتهم مثلا !

 

 

وهل الزيارات التي إنشاءها المعصوم مثلا والتي خصت أصحاب الإمام الحسين (ع) دون غيرهم ولا اقل من المفترض أن نجد ثمة دلالات أو إشارات صريحة أو تلميحية للسلام على جيش الحسين (ع) ولا معنى أن تغيب أعدادهم إذا عذرنا بتغييب أسمائهم في طول وعرض التراث ومنها روايات المزارات!!

 

من الخطب التي ألقاها الإمام الحسين (ع) على أصحابه لما جاء كتاب مسلم بن عقيل ، حيث عزم على الرحيل والمضي قدما نحو وجهته ، في الليلة الثامنة من ذي الحجة ( بعد أن حمد الله وأثنى عليه - جاء في مقدمتها خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة - إلى أن قال - وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي - يعني خار الله لي - مصرعا أنا لاقيه ، فكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس - وهي قرية قريبة كربلاء - وكربلاء ،،، الخ ،،،

 

تنبئك هذه الخطبة على رسم خارطة طريق مصير الخارطة الشهادة ، ولا اعرف لو كان عدد جيش الإمام قريب ( ١٨ ) ألف ما الداعي من هذا التشاؤم الذي لا يليق باي قائد عسكري فضلا عن كونه الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)!!

 

من ضمن الخطب التي اجمع على وجودها هي ما جاء على لسان الإمام الحسين (ع) في الليلة العاشرة والتي وصف بها أصحابه بما نصه ( فأني لا أعلم أصحابا اوفى ولا خيرا من أصحابي ) وفي ذيل الخطبة حاول أن يدفع بأصحابه إلى النجاة ما أمكن عندما قال ( وهذا الليل قد غشيكم فأتخذوه جملا ودعوني وهؤلاء القوم فأنهم ليس يريدون غيري )..

 

ولا اعرف لم مدح الإمام أصحابه المقربين ويفترض أن هناك الآلاف من أنصاره غيرهم!

 

 

وعجبي - بناء على قراءة الإخوة - كيف يلتمس القائد الأعلى الأعذار لجنده وهم بالآلاف حسب الدعوى ، وكان بإمكانه أن يقاتل بهم ، فهذا رسول الله (ص) قاتل المشركين بعدد قليل ( ٣١٣ ) على ما في المنقولات ويذكر أن نصف عدد المسلمين لا يمتلكون السيوف والحراب بل اغلبهم بسعف النخيل ونحوه وكانت الغلبة للفئة القليلة كما هو المعروف ....




واقعة كربلاء بين الحقيقة والإدعاء! (3)

إرسال تعليق

0 تعليقات