نهضة الصدر ومناوئته

 

 

 

علي الأصولي

يبدو لي بأن القلق من ( ظاهرة ) محمد الصدر المعروف في الداخل العراقي بالشهيد الثاني (رض) لم تختفي من على الساحة العراقية ( الاجتماعية والدينية ) و ( العلمية والسياسية ) معا. فقد بقيت هذه الظاهرة ببقاء وترويج مريديها بصرف النظر عن ( توظيفات ) بعض الأجنحة لبقاء هذه الظاهرة الفريدة من نوعها في التاريخ العراقي المرجعي،

 

الشهيد المصلح الذي حرك المياه الساكنة والتي ركدت لفترة طويلة من فترات عصر الغيبة ، أريد له أن يختفي من الساحة فكرا بعد أن غيبوه ( بالتخاذل ) شخصا !

 

فهذا معتوه التايمز وربيب الأحضان الآخوندية ( البازارية ) ما زال ماسكا قلمه مقزما حركة السيد الأستاذ تارة بلحاظ نفس السيد وتارة بلحاظ عموم مخرجات حركة السيد!

 

وتبعه جملة من المأزومين والمطبلين ( واللواحيك ) له بأحسان عسى ان يتكرم عليهم أما بإعجاب أو بتعليق على سبيل الملاطفة وهذا غاية الفخر عندهم!

 

وكيف كان: لم يكن ( أيها المناؤون ) محمد الصدر أحد من رجالكم ولم ينساق إلى كلاسيكياتكم أو أيدلوجياتكم السياسية، بل كان الأب الروحي للعراق والعراقيين في ظرف صمد ( هو ) وشهدنا هزيمتكم ، إلى قصاع الدول للاستجداء برغيف هنا وملبس هناك، إلا أن تم توظيفكم وشراء أقلامكم بأثمان بخسه. وأن عنونتموها وذيلتموها بكذبة .( والله من وراء القصد )

محمد الصدر والنهوض من حالة الركود!

 

هذا العنوان أجده انسب العناوين لمن حاول أن ينظر للأمور بإنصاف وموضوعية وبعيدا عن الاسقاطات، المسبقة وثقافة المعارضة ونشرات( المبلغ ) تجاه السيد الصدر آنذاك،

 

فقد عنون نزيل مدينة الضباب مقاله بهذا الصدد تحت عنوان ( محمد الصدر والأخطاء الحوزوية المهلكة ) ولا ينقضي عجبي ممن رمى يمين الطلاق ( الطلاق البائن ) وخلع من رقبته ما نصطلح عليه بالضرورات المذهبية بل والإسلامية أيضا أن يعلب دور من أصابه القلق جراء نتيجة الأخطاء الحوزوية التي مارسها المرحوم محمد الصدر !

 

وقد افترى الكاتب على الآلية التي اتبعها زعيم الحوزة العلمية وأعني به السيد الشهيد الصدر الثاني (رض) والتي كانت البوابة لقبول المتقدمين من ( طلبة الوسط والجنوب ) العراقي الشيعي الذي اريد له ان يبقى ناظرا لما تجود به ريزخونيات المرجعيات التقليدية ولا علاقة بين القواعد والنخبة ( إذا ) صح تسميتها بالنخية - لا علاقة بين هذا الطرف وذاك - إلا بجلب أموال الاخماس والزكوات والنذورات وفي قبال هذه العطايا تمد الأيدي للتقبيل مع صلاة الجماعة والدرس والاستخارة فحسب،

 

نعم: امتعض الكاتب بل وشهدنا الامتعاض من قبل بعض البيوتات آنذاك حول قبول الكثرة الكاثرة من الطلبة في الحوزة العلمية. مع التشدد في جلب التزكيات وخوض بعض الاختبارات. لا كما يدعى بأن الشهيد الراحل سعى لانضمام أكبر عدد ممكن من المعممين بلحاظ الكم لا بلحاظ النوع!

 

ولم تكن الطريقة التدريسية آنذاك من قبيل ( شلح واعبر ) أو على طريقة الوجبات السريعة كما وصفها الطالب النوعي نزيل مدينة الضباب الذي انتهى به المطاف منبوذا في زوايا لندن!

 

فالجيل الذي أنتجه محمد الصدر دخل المعادلة الآخوندية الصعبة بصرف النظر عن بعض الإخفاقات التي لم يسلم منها حتى الجيلين النبوي والعلوي آنذاك ، والى الله تصير الأمور.