د. محمد إبراهيم
بسيوني
الحديث مؤخراً عن
انتصارات الدول في سباق اللقاحات يحثنا على مشاركة بعض التوضيحات المهمة. تحاول
الفيروسات دائماً النجاة بنفسها من مقاومة النظم الدفاعية للمصابين فترواغ وتتغير.
تطور الفيروس وتبدله يعتمد على عوامل داخلية وضغوط خارجية مثل: مدى إنتشاره
وتجاوبه مع مناعة المصابين. بعض الفيروسات بطيئة في تطوير المراوغة مثل فيروس
أدينو وبعضها سريعة مثل الانفلونزا. الذي يتحكم داخلياً بتغير الفيروسات هو نوع
حمضها النووي ومواصفاته. الانفلونزا مثلاً لديها حمض نووي من نوع RNA
وهو مجزأ إلى عدة قطع. أما أدينو فهو من نوع DNA
وهو قطعة واحدة.
بالنسبة لكورونا فهو
قطعة واحدة وهو من نوع RNA.
اذا رتبنا الأسرع
تغيرا الى الابطأ فيكون كالتالي: انفلونزا الأسرع. كورونا متوسط. أدينو الأبطأ.
وأهمية هذا الأمر
تكمن في سرعة تبدل السلالات وظهور سلالات جديدة تحتاج تقييم مخاطر فبعضها يكون أخطر
وبعضها أقل خطراً من أول نسخة من الفيروس. فيروس الانفلونزا مثلاً تتناوب سلالاته
سنوياً في الانتشار ولذلك ينصح بأخذ اللقاح سنوياً أحياناً لأن كل نسخة من اللقاح
تغطي السلالات الأكثر انتشاراً في تلك السنة.
ڤيروس كورونا يوجد في
عزلاته تنوع أو variation ملحوظ. لكن هل هذا التنوع وصل إلى مرحلة
السلالات التي تحتاج للقاح مختلف كل سنة؟ لازال الأمر مبكراً للحكم باعتبار ان هذه
أول سنة ينتشر فيها الفيروس. وأول سنة يجهز فيها نظام البشر الدفاعي أسلحته ضد
الفيروس.
عند تجهيز اللقاحات
والعلاجات يتم استهداف المناطق في الجينوم التي تكون محفوظة بشكل جيد بين جميع
التنوعات ويتم تفادي المناطق التي تظهر تغيرات. ولكن عادة ڤيروسات RNA
المفاجآت التي نأمل ألا نواجهها في حربنا مع كوڤيد-١٩.
0 تعليقات