غز الدين البغدادي
أعلن أمس عن توصل
دولة الإمارات الى اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني، والذي مثل طعنة جديدة لتصفية
القضية الفلسطينية.
اتفاق السلام المعلن
لا معنى له، لأن الإمارات ليس لها حدود مع الكيان الصهيوني، ولم تدخل في حرب معها.
إلا أنه جاء كخطوة أولى للتطبيع الكامل بين الكيان الصهيوني ومعظم دول الخليج
العربي.
هذا الاتفاق جاء بعد
موقف الرفض الموحد في الأراضي المحتلة لتطبيق صفقة القرن، فجاء هذا الموقف ليعمل
على تطبيقها على الأرض كواقع حال ليس من الكيان الصهيوني بل من دولة عربية.
المؤلم أن هذا
الاتفاق أعلن في وقت تستمر فيه قوات الاحتلال بقصف قطاع غزة، وتجويع القطاع فضلا
عن الضغط المستمر على الضفة الغربية.
لقد كان على الإمارات
– لو كانت لها رؤية- قبل أن تتخذ قرارا كهذا أن تراجع التجارب السابقة لدول عربية
وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل دون أن تكسب شيئا من ذلك.
لقد جاءت هذه
المبادرة دعما لترامب ومكافأة له على جرائمه بحق العرب والمسلمين وفرضه للحصار
الجائر على دول عربية وإسلامية، ومكافأة للمجرم نتنياهو على ضمه للأراضي المحتلة وإقامة
عشرات الآلاف من الوحدات السكنية.
كما إن هذا الاتفاق
جاء ليمثل تنازلا مهينا دون مقابل عن المبادرة العربية التي كانت تدعو إلى التطبيع
الكامل مقابل الانسحاب الكامل وإقامة دولة فلسطين، فجاء هذا الاتفاق ليقدم تنازلات
مجانية للكيان الصهيوني.
المضحك أنهم يبررون
هذا الاتفاق بكون جاء مقابل تعهد صهيوني بإيقاف ضم الأراضي المحتلة الى الكيان،
وكأن مشكلتنا هي في قضية الضم أو عدمه وليست قضية احتلال.
نحن في وضع مؤلم
ومخزي، ففي الوقت الذي تعلن فيها الإمارات توقيع معاهدة سلام تأتي تركيا حليفة قطر
لتنتقد هذا التصرف، وهي تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية عميقة مع الكيان الصهيوني.
دول الخليج أمرها
عجيب، فهذه الدول تفكر في السياسة كما لو كانوا رؤساء قبائل بدوية وليس قادة دول،
ليست لهم إستراتيجية، ليس لهم رؤية، ليس لديهم حتى شعور بالعزة والكرامة. أنهم
يعتقدون أن الكرامة هي خرافة يتغنى بها القوميون وأن تصرفاتهم تكشف عن رؤية سياسية
برغماتية. أنا أعرف أن البرغماتية كفلسفة تجلب النفع، أما أن تكون البرغماتية أن
تعطي 500 مليار ثمنا لزيارة ترامب، فهذه كارثة تبين قيمة ووعي هؤلاء الذين صاروا
يقودون الأمة.
0 تعليقات