علي الأصولي
الأصل في الفكرة دليلها. وإذا فقد الدليل فنحن والقرائن ( المتصلة
أو المنفصلة ) على ما يعبرون منطقيا ،
لقصة كربلاء عدة سيناريوهات متفقة في الجملة حول أحداثها وما جرى
فيها ، وأن اختلفت جزئياتها تبعا لملابساتها وأقلام مؤرخيها ، ومن هنا فسوف نفتح
عدة ملفات وهذه القصة وعرض بعض الإجابات التي ندعمها أما بدليل أو شواهد وقرائن
بعيدا عن الترف الفكري الذي التزمه بعضهم بدون النظر إلى ملازمات مخرجات قراءاتهم
التاريخية ، بل فتح الباب الوسيع من المخيال والتأؤيلات التعسفية حتى شهدنا كعبة
المسلمين في ( زقورة أور ) نتيجة ذلك المخيال، والى الله تصير الأمور ، رب اشرح لى
صدرى ، ويسر لى أمري ، واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ،
الغريب أن تجد عند الكثير من المتابعين للشأن الحسيني بل وغير المهتمين بهذا
الشأن. ان تجد فكرة سيطرت أو كادت أن تسيطر على الذهنية الشابة خاصة في ( مواقع
التواصل الاجتماعي ) مفادها أن واقعة كربلاء نقلت بوسائط غير موثوقة تاريخيا
وبالتالي فالأصل بهذه الموضوعة هو الشك والارتياب وعدم التصديق وعدم القبول ،
وهذه الفكرة على ما يبدو لي تم تمهيدها على نار هادئة بعد التذرع
بمختلف العناوين منها ( إعادة القراءة والنظر ) أو ( ترتيب الأوراق ) و ( ليس كل
منقول صحيح ) وغيرها من العناوين التي نؤمن بها جميعا بلا شك ،
ولكن ان تكون هذه العناوين مدعاة لفتح باب الاجتهاد الفكري
التاريخي بدون ضوابط منهجية ومصادر دليلية فلا اعزو ذلك كله إما للجهل أو تقبل
نظرية ( المؤامرة ) إذ أن معرفة التاريخ كاف بتحديد مسار المستقبل ، ومع عدم
المعرفة أو التشويش يودي بنا إلى كوننا امة بلا ماض أو منقطعة عن تاريخها ،
ما يعنيني وهذه الملفات هي القصة أو الواقعة الكربلائية التي خاضها
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في ذلك التاريخ ، والبحث عن مصادرها ورواتها
ونحو ذلك من تفريعات ذات الصلة ،
والمنقول في القصة الكربلائية ثلاث روايات:
الأولى: الرواية الحجازية ،
الثانية : الرواية العراقية ،
الثالثة: الرواية الشامية ،
سوف نستعرض هذه المرويات في غير هذا المكان ،
وهنا نقول أن ما وصلنا من كربلاء فهو إما عن طريق المعصوم (ع) أو
عن طريق المؤرخ - بصرف النظر عن اسمه –
وأما المنقول من الألسنة الخطبائية المنبرية إذ لم ترجع للطريق
المعصومي الصحيح أو ترجع لمؤرخ ما ، فلا يمكن قبوله وأن تم النقل من كتاب إمامي -
ككتاب - الطريحي - مثلا . أو - الدربندي - في أسرار الشهادة - فهذه الكتب إذ لم
تسند مروياتها إلى المصادر الرئيسية فلا يصح الاعتماد عليها في ما انفردوا بنقله ،
المهم ، ينبغي علينا معرفة أن تدوين الواقعة على أيام الدولة
الأموية جريمة يعاقب عليها القانون آنذاك ، ولذا اقتصر الناس على المرويات الشفوية
- بصرف النظر عن صحتها - سواء كانت الرواية عراقية كوفية أو شامية اموية أو حجازية
معصومية - ربما نسأل لم لم تدون الواقعة بيد المعصوم فليكن الإمام الصادق (ع) مثلا
حيث الفسحة التي كانت متوفر له آنذاك؟
طبعا المعصوم لم يدون حتى فقهه بل اعتمد على حافظة أصحابه
وتلاميذه. وبالتالي المعصوم لم يكن مؤرخا حتى ننتظر منه تدوين التاريخ ، هذا إذا
اغضضنا النظر الفقهي عما نسميه باللغة الفقهية - التقية –
ومع ذلك لم تخلو اخبارات المعصوم على بعض المسائل التي شهدتها
كربلاء والتي لها حضورا في الذهنية العامة للمسلمين بمختلف طوائفهم. فهذا دعبل
الخزاعي وقصيدته - التائية - عرج على بعض فجائع كربلاء. في القصيدة التي ألقاها
أمام محضر المعصوم ، وهذا يكشف بإن المسألة حاضرة في الوجدان الشيعي وفي ضمير
الأحرار على مستوى الحدث أو القصة وخطوطها العامة .
واقعة كربلاء بين الحقيقة والادعاء! (5)
0 تعليقات