د. محمد إبراهيم
بسيوني
يدعي مجموعة من
الباحثين الصينيين في جامعة هونج كونج من أنهم توصلوا لتوثيق أول حالة تكرار عدوى
بكوفيد-19 في العالم بعد اربع شهور من العدوى الأولى في شخص عمره 33 عامًا اصيب
سابقاً وخرج من المستشفى بعد التعافي، لكن ثبتت إصابته مرة أخرى أثناء فحصه في
المطار بعد عودته من إسبانيا عبر بريطانيا.
تم التأكد عن طريق
التسلسل الجيني للفيروس في المريض ومع ذلك لا شيء يدعوا للذعر بل على العكس هذا يؤكد
عمل المناعة في الجسم، نستحضر هنا الأسباب.
المريض على ما يبدوا أصيب
في شهر مارس وبعد عودته من رحلة إلى اسبانيا أصيب بالفيروس مرة أخرى بعد أربعة
شهور ونصف. المريض شاب عمره ٣٣ سنة أصيب المرة الأولى بأعراض خفيفة والمرة الثانية
بدون أعراض. وتم اكتشاف الفيروس بفحص روتيني بعد عودته والتأكد من التسلسل الجيني أنها
إصابة جديدة.
ماذا يعني
هذا الكلام ؟
الأجسام المضادة من الإصابة
الأولى منعت المرض وتطوير أعراض بمعنى حتى لو أصيب مرة أخرى لن تحس بأي أعراض لكن،
بإمكانك نقل العدوى للآخرين.
وهذا يدل انه بالإصابة
لن نصل الى مناعة القطيع ونحن بحاجة الى لقاح لمنع الإصابة ونقل العدوى. لا داعي
للذعر.
يقول الباحثون
الصينيون انهم واثقون من انها حالة تكرار عدوى لوجود اختلافات في التسلسل الوراثي
للفيروس بين المسحتين. ان العدوى الثانية كانت بدون أعراض. ففي حين أن المناعة لم
تكن كافية لمنع الإصابة مرة أخرى، إلا أنها وفرت حماية ما مكنت الشخص من التعامل
مع الفيروس.
انه لم يكن لدى
المريض أجسام مضادة يمكن الكشف عنها في وقت الإصابة الثانية، ولكنه طور أجسام
مضادة يمكن الكشف عنها بعد ذلك، وهذا أمر مشجع.
ملاحظات سريعة:
لم تنشر تفاصيل
الحالة بعد حتى يمكننا التأكد من مدى مصداقية الخبر.
المنشور حتى الآن
غريب فهو يتحدث عن شاب أصيب في المرة الأولى في 26 مارس وتم إيداعه المستشفى لوجود
أعراض بسيطة: وهي ارتفاع في درجة الحرارة وكحة وألم في الحلق وصداع، وان الأعراض
زالت بعد ثلاث أيام ومع ذلك بقي في المستشفى لمدة 14 يوم. فلماذا تم إيداع مريض بأعراض
بسيطة المستشفى؟!
في المرة الثانية تم
عمل اختبار للمريض في المطار عند عودته من ايطاليا مروراً بانجلترا يوم 15 أغسطس
وتبين ان العينة ايجابية ولا توجد لديه أي أعراض ومع ذلك تم إيداعه المستشفى مرة أخرى.
فلماذا؟
لا يمكن استخدام حالة
واحدة من بين ما يقرب من 24 مليون إصابة حول العالم للقيام باستنتاجات صحيحة.
ماذا لو تم إثبات الحالة
وتكررت؟ هل نصبح أمام أخبار سيئة؟ .. لا ...
هذا يعني فقط أن الإصابة الأولى تمنح مناعة كافية لتحفيز جهاز المناعة للتعامل مع الإصابة
الجديدة رغم وجود اختلافات جينية وهي أخبار ليست مقلقة على الإطلاق.
الخلاصة: لايمكن
الخروج باستنتاجات أو تنبؤات بناءً على حالة واحدة، نحن في حاجة إلى مزيد من
الدراسات لإثبات مصداقية، قوة، وشرعية اي استنتاجات مبكرة.
0 تعليقات